آخر نكتة من كفاءة من كفاءات بن علي
عبد اللّطيف درباله
جاءت من وزير التربية حاتم بن سالم.. الذي عبّر في حديث إذاعي هذا الصباح.. عن تفاجئه بدخول دفعة جديدة من التلاميذ.. أطلق عليهم وصف “أبناء فترة حظر تجوّل 2011 والليالي المصاحبة لها”..(!!)..
قائلا إنّ زيادة 42 ألف تلميذ جديد في الموسم الدراسي 2018/2019 مفاجأة غير سارّة لم تكن في الحسبان..!!!
من يسمع تعليق وتصريح وزير التربية بن سالم.. يظنّ أنّ 42 ألف مولود جديد خرجوا على عجل من بطون أمّهاتهم.. وغادروا غرفة الولادة فورا.. ليدخلوا مباشرة إلى القسم بالمدرسة دون سابق إعلام أو إنذار.. ممّا فاجأ الوزير المسكين.. وفاجأ الوزارة بما لم تكن تتخيّله أو تنتظره..!!!
والحال أنّ الشريحة التي يحكي عنها الوزير “الكفاءة” هم من مواليد آخر سنة 2011 وأوّل سنة 2012.. وبالتالي فيفترض أنّ الوزارة على علم بميلادهم وتواريخ دخولهم المفترض للمدارس قبل ستّ سنوات كاملة..!!
إلاّ إذا كانت الدولة والحكومة والوزارة والإدارة لا تقوم بمتابعة دفاتر الحالة المدنيّة وعدد الولادات وحجم الزيادة السكانية واستحقاقاتها من سنة إلى أخرى..!!!
فهل أنّ “كفاءة بن علي” وزير التربية حاتم بن سالم.. الذي لم يتفطّن إلى أنّ 42 ألف طفل من مواليد آخر سنة 2011 وأوّل سنة 2012 سيبلغون سنّ الدخول للسنة الأولى بالمدرسة الابتدائية هذه السنة.. هو ضعيف في الحساب..؟؟!!
أم هو ضعيف في العلوم الطبيعيّة..؟؟!!
أم هو ضعيف في الإدارة والاستشراف والبرمجة..؟؟!!
ثمّ أنّ وزير التربية بن سالم يناقض نفسه بنفسه..
فهو من جهة يتحدّث عن أنّ هذه الزيادة في عدد التلاميذ الجدد مردّها الطفرة في المواليد الناتجة عن “أبناء فترة حظر تجوّل 2011 والليالي المصاحبة لها”..
وبالتالي فيفترض ذلك أنّها زيادة إستثنائيّة ارتبطت بأحداث معيّنة.. أراد الوزير أن يقول فيها أنّ بقاء الأزواج ليالي طويلة محاصرين في المنازل في أيام حظر التجوّل نتج عنه زيادة المواليد بفعل ارتفاع نسبة العلاقات الحميميّة في تلك الفترة دون استعمال وسائل منع الحمل..!!
وهو من جهة أخرى يعتبر أنّ تسارع هذه الظاهرة بهذا النسق سيؤدّي خلال 10 سنوات قادمة مع حلول سنة 2029 إلى ارتفاع عدد التلاميذ من مليونين و121 ألف إلى 3 ملايين تلميذ.. ويصف ذلك بالخطر الكبير الذي يهدّد تونس.. ويرى أنّ الحلّ يكمن في التنظيم العائلي..!!!
وبالتالي فيفهم من كلام الوزير أنّ الأمر يتجاوز حالة إستثنائيّة حصلت في فترة ما بعد الثورة.. إلى زيادة مستمرّة في عدد الولادات طوال السنوات الموالية لسنة 2011..!!!
وهو ما يعني في هذه الحالة أنّ كلام وزير بن علي السابق عن “أبناء فترة حظر تجوّل 2011 والليالي المصاحبة لها”.. كان الغرض منه هو فقط السخرية من الثورة والاستهزاء بها.. والتلميح بأنّها جلبت معها المشاكل والفوضى.. ليس إلاّ..!!!
ولو كان حاتم بن سالم وزيرا يستحقّ منصبه.. وكفاءة فعلا.. لراجع قبل شطحاته الإعلاميّة الجهات الإداريّة المختصّة في الحالة المدنيّة في الدولة التي هو وزير في حكومتها.. والتي تملك بالتأكيد أرقاما دقيقة عن عدد الولادات الجديدة من سنة 2011 إلى سنة 2018..
ولأمكن لبن سالم بسهولة أن يقيّم الموقف بدقّة كوزير عارف ومسؤول وكفأ..
ولعرف هل أنّ الزيادة بـ 42 ألف تلميذ جديد في هذا الموسم الدراسي هي مجرّد حدث استثنائي نتيجة ما قال أنّها ظاهرة “أبناء فترة حظر تجوّل 2011 والليالي المصاحبة لها”..؟؟!!
أو أنّ الزيادة تصاعدت بنفس الوتيرة في السنوات الموالية.. ممّا يدلّ على تغيّر عميق في نسب الولادات بتونس لا علاقة له لا بـ “أبناء فترة حظر تجوّل 2011 والليالي المصاحبة لها”..
ولا علاقة له بالثورة التي لا تزال تغيظ أذيال بن علي وكفاءاته المزعومة..!!