إعتراف بعد طول إنكار…
صالح التيزاوي
بعد مذبحة صعدة بحقّ أطفال المدارس في اليمن وهم على متن “حافلة الموت” ووسط استهجان دولي للجريمة بادرت السّعوديّة وشريكتها الإمارات إلى إنكار قيامها بالجريمة. وقيل إنّ المجزرة من تدبير الحوثيين. وكاد الأمر أن يمرّ كذلك لولا “القنبلة الدّليل” made in usa … ما الذي أجبرهما أخيرا على الإعتراف بعد طول إنكار؟ وهل يكفي مجرّد الإعتراف والإعتذار بعد زهق أرواح مدنيين وأطفال؟ لاشيء يؤكّد أنّها صحوة ضمير وإنّما جاء ذلك استجابة لضغوط دوليّة ضاقت ذرعا بمشهد القتل اليومي ومحاولة من القتلة لتجنّب الأسوإ.
لقد صدرت الأوامر الأمريكيّة بعد التّحقيق بضرورة الإعتراف وأنّ الإنكار لم يعد يجدي نفعا إنقاذا لـ “قنبلتها” ممّا لحق بها من عار وليس حبّا في أطفال اليمن أو إشفاقا عليهم.. وربّما تكون أمريكا قد تركت لتحالف الموت طريقة “إخراج” الإعتراف. والآن بعد الإعتراف تحت الإكراه وبما أنّ اليمن تحت “البند السّابع” هل سيتحرّك مجلس الأمن لمحاسبة “محمّد بن زايد” و”محمّد بن سلمان” لأنّهما المتسبّبان الرّئيسيان في مجزرة “صعدة”؟أم سيترك الأمر للمعتدين ليحاسبوا أنفسهم بأنفسهم؟ ولو حدث ذلك فسيكون الأمر مضحكا: ضابط صغير “لم يتقيّد بالأوامر” أو أنّه “أساء التّقدير”. وهل سيتحمّل مجلس الأمن مسؤوليته ويحظر بيع الأسلحة لتحالف الشّرّ ؟ ومن سوء حظّ المعتدين أنّ الإعتراف جاء متزامنا مع تقرير لجنة الخبراء للمفوّضيّة السّامية لحقوق الإنسان الذي ذكر بالإسم كلّا من “محمّد بن زايد” و”محمّد بن سلمان” وحمّلهما المسؤوليّة كاملة عن كلّ الأفعال الحربيّة في اليمن والتي يرتقي بعضها إلى جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة وضدّ الأطفال. تقول النّاشطة اليمنيّة “توكّل كرمان” الحائزة على جائزة نوبل للسّلام بأن اليمن عرف على امتداد تاريخه حروبا كثيرة ولكنّه لم يعرف انتهاكات كالتي ارتكبها “ولدا زايد وسلمان”… بعد اغتصاب الأرض جاء الدّور على اغتصاب الإنسان.