اعتداءات الرهبان على الأطفال
أحمد القاري
أصبحت أخطر قضية تواجه البابا والكنيسة الكاثوليكية، وتحولت إلى تهديد وجودي لها.
زيارة البابا إلى أيرلندا لم تجلب الحشود المتوقعة بسبب فضائح تستر الكنيسة على رهبان اعتدوا على الأطفال الذين تحت رعايتهم في الكنيسة لعقود وتستر عليهم الأحبار بكل مستوياتهم حين علموا بصنيعهم.
البابا نفسه متهم بالتستر على فضائع بعض الكرادلة والأساقفة.
ولا يكاد يخلو بلد كاثوليكي من فضائح اعتداءات على نطاق واسع على الأطفال.
قبل أسابيع قدم كل أساقفة الشيلي استقالتهم للبابا بسبب فضائح الاعتداءات والتستر عليها.
والأسبوع الماضي صدر تقرير يفضل تورض أكثر من 300 راهب في الاعتداء المتكرر على أكثر من 1000 طفل وطفلة في الكنائس وحتى في المستشفى.
نظام الرهبنة الذي يفرض على الرهبان والراهبات العزوبة مدى الحياة والانفصال عن كل العمل الدنيوي (العلماني) نظام لم تتمكن الكنيسة من رعايته حق رعايته ولم تملك الشجاعة لإلغائه والتخلي عنه باعتباره نظاما غير إنساني ومناقض للفطرة البشرية ويكلف الناس ما لا يطيقون.
وسط كل هذه المعمعة لا تجد المحتجين على الكنيسة يشتمون الكنيسة والدين المسيحي ولا تجد أي مطالبة بحل تنظيم الكنيسة الكاثوليكية وهو أكبر وأقوى وأغنى تنظيم ديني في العالم. بل هم يطالبون بالعدالة ومعاقبة الجناة فقط.
ما هي علاقة الفاتيكان بفضائح اعتداءات رهبان الكنائس الكاثولكية في عدد من البلدان على أطفال وطفلات من رعيتهم؟
كل كنائس الكاثوليك تابعة للفاتيكان وله سلطة تعيين وإقالة الأساقفة ومعاقبتهم إداريا وفق قوانين خاصة به. ولا يحد ذلك من سلطات الدول وتطبيق قوانينها الجنائية. وقد قبلت معظم بلدان العالم بهذا الترتيب، حيث يترك للفاتيكان تسيير كلما يجري داخل الكنيسة والتحكم في التعيينات والإدارة المالية ومحتوى المواعظ والتعليم الديني دون تدخل من الحكومات. وتعتبر الصين من الاستثناءات القليلة في هذا الباب، حيث رفضت أن تجري تعيينات الأساقفة دون التنسيق معها، ولا زال الخلاف بينها وبين الفاتيكان مستمرا.
الكنائس وبتواطئ مع الفاتيكان كانت دائما تتكتم على جرائم الاعتداء التي تجري داخلها وتضغط على المتضررين لكي لا يصرحوا بها لدى الشرطة.
وقد تفاقمت الاتهامات الموجهة للأساقفة ووصلت مؤخرا إلى اتهام البابا نفسه بالمشاركة في التغطية على جرائم الرهبان واعتداءاتهم.
وليس من الواضح كيف سيخرج البابا من هذه الأزمة. وهل سيفرض على الكنيسة إدخال تعديلات على نظام الرهبنة وما يتضمنه من سلطات واسعة للكهنة على رعية الكنيسة.