الثلاثاء 17 يونيو 2025
نور الدين الختروشي
نور الدين الختروشي

أحزاب واعدة تتفتت على محارق سؤال الهوية

نور الدين الختروشي
الاستقالات المعلنة وغير المعلنة من حزب عبو تدل على أن التموقع الثقافي أو الموقف من عنوان الهوية أو الإختيار بين مشاريع الحداثة المشوهة أو المسقطة أو الشكلية ومشاريع الأصالة الجريحة أو المتشنجه أو الرجعية لا تترك خيارا للسياسي في المفاضلة بين حدين في ثنائية الهوية / حداثة وهو وضع غير مريح مع التذكير بحقيقة انتروبولوجية وتاريخية تقول أن “إنسان العالم الإسلامي” في بنيته الذهنية هو بالدرجة الأولى كائن بالدين وليس بالمتدين فقط.
كتبت وكتب غيري في أكثر من مناسبة أن موضوع الهوية في تونس وبمقاس أفقي وشعبي قد حسم لصالح تيار الأصالة. فلما أُستؤصل الإسلامي من الحياة العامة في الزمن النوفمبري برزت القنوات الفضائية وحسمت تلك المعركة بسرعة أفتقدت للعمق ولكنها أعادت تعمير المساجد بأجيال جديدة من المتدينين وفرضت الحجاب كضاهرة ثقافية بعيدة عن المنسوب والدلالة الايديولوجية في خطاب الإسلاميين.
ولكن في المراحل التأسيسية وهي حال تونس ما بعد الثورة من الطبيعي ومن أصل الأشياء أن يعود السجال حول الهوية إلى السطح ومن الطبيعي أيظا أن تتعارض هواجس النخبة مع قناعات الشارع في هذا الموضوع وأن نعيد اكتشاف حقيقة التباعد بين إطمئنان الجمهور إلى مقدساته وحيرة قطاع كبير من النخب عند حد السؤال العابر للزمن العربي الحديث دون الإستقرار على إجابة أو إستجابة متوازنة: من نحن ؟
لينتبه السياسي إلى أن موضوع الهوية والثوابت الدينية قد تكون أهم عند ناخبه من برامجه السياسية حتى لا نرى بأسف وعدم سرور أحزابا واعدة تتفتت على محارق سؤال الهوية..


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

نور الدين الختروشي

راشد الغنوشي : االشيخ الزعيم أم الأستاذ الرئيس ؟

نور الدين الختروشي  صورة عناق راشد الغنوشي والجلاصي هي ما تبقى من المؤتمر العاشر لحركة …

نور الدين الختروشي

منجي مرزوق والقطط السمان

نور الدين الختروشي كلنا منجي مرزوق على هامش معركة كسر العظام بين وزير الطاقة وبعض …

اترك تعليق