الأربعاء 18 يونيو 2025
كمال الشارني
كمال الشارني

إذا كان ثمة شيء يخيفني في الأتراك

كمال الشارني
حين أترك موضوعيتي المهنية جانبا، وأعود إلى تركيبة شخصيتي فإني أعتبر من حيث المبدأ أن أي حلف فيه أمريكا حلف باطل، وأن أي دولة أو طرف يعادي الأمريكيين هو من حيث المبدأ مظلوم حتى يثبت العكس، بدءا بالفيتنام وصولا إلى غزة مرورا بالعراق ودول أمريكا اللاتنية من الإنسانية المعذبة بتجار الأسلحة والنفط، حركات التحرر في مواجهة الاستعمار، الخلاصة: أنا ضد الأمريكيين من أجل تركيا.
لنعد إلى الموضوعية المهنية في الصحافة التي تجعلني أحس بالأسى بسبب الكم الهائل من المعلومات الزائفة عن علاقتنا بتركيا، منذ “القلوب التركية البيضاء” التي لا أحد يقول لكم إنها في الحقيقة بلغارية المنشأ، يجلبها تجار تونسيون عبر تركيا لتدمير القلوب التونسية السوداء، لا أحد يقول لكم أيضا إن المصانع التركية كما المصانع الصينية لا تتوسل على بوابات الموانئ التونسية، فقط ثمة تجار تونسيون يذهبون إلى تلك المصانع لأن الاستثمار في الوساطة والتهريب والتوريد العشوائي أقل كلفة من الصناعة والإنتاج.
نحن في بلد السمسرة والانفلات والإفلات، عمليا، وبالأرقام، لا تمثل السوق التونسية شيئا من حيث الحجم أمام الصادرات التركية التي تعمل على اكتساح أسواقها الحقيقية القريبة: شعوب الدول الناطقة بالتركية شمالا والعراق وإيران وسوريا مستقبلا. كل منتوج تركي ينتشر في تونس هو دليل على تفوق مافيا التهريب على آلة الإنتاج. إذا كان ثمة شيء يخيفني في الأتراك، فهي الدراما، إنهم يكتسحوننا بتلك المسلسلات والأفلام والموسيقي التي نشأ عليها جيل كامل من التونسيين دون بديل لدراما تونسية تعبر عن الواقع.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

كمال الشارني

في الأنموذج الاقتصادي الفاسد للمؤسسة الإعلامية في تونس

كمال الشارني  شرفني أستاذنا، صديقي المحامي المناضل العياشي الهمامي عن الهيئة الوطنية للدفاع عن الحرية …

كمال الشارني

لماذا قرر الناس مقاطعة الدولة؟

كمال الشارني  والله خيال في خيال أدبي: منذ أعوام، تدور في راسي رواية جامحة تستعصي …

اترك تعليق