الأحد 23 مارس 2025

الصيدلية المركزية تعمل بنفس وسائل الستينيات

حاتم الغزال

الصيدلية المركزية للبلاد التونسية تأسست قبل الاستقلال كمجرد مستودع للأدوية ثم بداية من سنوات 1960 اصبح لها دور كبير كمراقب ومورد وموزع حصري للأدوية والمواد الطبية في تونس. تونس التي كعهدها في أغلب المجالات في تلك الفترة كانت من دول العالم الثالث السباقة التي قامت بتقنين وتنظيم قطاع الأدوية والمواد الطبية.

مشاكل الصيدلية المركزية بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي فشأنها شأن كل الإدارات التونسية لم تواكب حركة التعصير خاصة من الناحية التقنية والإعلامية ثم استفحلت المشاكل في العشر سنوات الأخيرة إذ أن الصيدلية لم تعد هيكليا وتقنيا قادرة على مسايرة نسق تطور سوق الأدوية في تونس. الصيدلية المركزية التي كانت تشغل فقط 100 موظف ولم تكن ميزانيتها تتجاوز 1,5 مليون دينار سنة 1961 أصبحت اليوم توظف أكثر من 3000 شخص وتجاوزت ميزانيتها 800 مليون دينار ولكنها لا تزال تعمل بنفس وسائل الستينيات وبدون وسائل وتطبيقات إعلامية عصرية وبقوانين بدائية غير صالحة في أغلبها لمجابهة تقلبات السوق وسرعة توسعها في حين أن دول أخرى لم تكن لها مثل تجربتنا أصبحت اليوم لها هيآت وطنية للغذاء والدواء قوية وعصرية تراقب وتعدل سوق الأدوية والمواد الطبية والكيماوية وحتى المنتجات الغذائية المستوردة والمحلية.
من المؤكد أن هناك فساد كبير في كل مؤسسة لها رقم معاملات كبير يقع التصرف فيه بطرق بدائية وبالورقة والقلم بدل الأنظمة الإعلامية المتطورة التي تمكن من متابعة كل تفاصيل مسالك التوريد والإنتاج والتوزيع والإستهلاك.
من المؤكد كذلك أن عددا من بارونات القطاع يتمنون سقوط الصيدلية المركزية بالضربة القاضية لتحرير سوق الأدوية في تونس أو لخصخصة المؤسسة.
ومن المؤكد أخيرا أن كل الوزراء الذين مروا عل وزارة الصحة في العشر سنوات الأخيرة لم يهتموا بتاتا بإصلاح الصيدلية المركزية وآخرهم السيدة الوزيرة بالصدفة سميرة مرعي التي كان شعارها لمدة سنة كاملة في الوزارة: لا تفعل شيئا حتى لا تغضب أحدا حتى تستمر أطول مدة ممكنة في منصبك في حين أن الصيدلية المركزية كانت تغرق أمام أعينها.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

شد في بهيمك لا يجيك ما أبهم..

حاتم الغزال الحكومة وخرت وقدمت وعينت محافظ جديد للبنك المركزي خبرته الوحيدة انو خدم منسق …

أشهد أنني أعرفهم جميعا ولن أنسى

حاتم الغزال في مثل هذا اليوم منذ خمس سنوات اغتالوا شكري بلعيد ولكنهم فشلوا في …

اترك تعليق