فلانٌ لا يعرفُ قَطاتَهُ من لَطَاتِهِ
توفيق قريرة
من أمثال العرب غير المعروفة قولهم: “فلانٌ لا يعرفُ قَطاتَهُ (أي مؤخّرته) من لَطَاتِهِ (أي جبهته)”.
سيقول بعض النّاس هل يوجد بشر من هذا النوع ؟ بمجرّد أن يقول ذلك قائل يكون قد دافع عن رهط من البشر لا يعرفون حقيقة تمييز الأشياء الواضحة والتي تدلّ عليها البديهة لا التفكّر العميق من الأشياء الملبسة.
هؤلاء موجودون ولا يزعجون إلاّ إذا وفقط إلاّ إذا صاروا من قادة النّاس يوجّهونهم ويتحكمون في أعمالهم البسيطة أو المركبة.. هؤلاء البشر الذين يقودون القوافل ولا يعرفون قطاتهم من لهاتهم هم الذين يصبّون الخلّ في الزيت ويخبطون خبط عشواء والعجب العجاب أنّ هناك من يزيّن لهم أنّهم يرون عين الرأي وأنّ قطاتهم هي معين فكرهم وأنّ لطاتهم تنضح نورا وأنّهم يقولون لهم ذلك كلّ ليلة وكلّ يوم ويشيعون في الناس بالأبواق وفي كلّ مكان أنّ القطاة هي اللطاة وأنّ القافلة وهي تسير بإمرة صاحب القطاة في اتجاه لطاته هي بخير وبين أياد أمينة..
وأنّ الكلاب إن عوت على القافلة فلأنّها ينبغي أن تعوي وعلى القافلة أن تسير.. الكلاب لمن لا يعرف الكلاب الحقيقيّة لا تعوي على من لا يعرف قطاته من لطاته.. الكلاب لا تهرّ إلاّ حين يجدّ الجدّ ويهول الأمر ومن سكتت عنه الكلاب فما تراك تقول له عند الجواب حين يسألك كيف حال القوافل الأخرى ؟ هل ستجيبه أم ستسكت؟ إن أجبته كنت أقلّ من نابح ذي ناب.. وإن سكتّ تمنّيت في يوم الحساب لو أنك نبحت على الأقلّ.. لكن سواء عليهم أنبحت أم لم تنبح فإنّ قطاتهم سئمت من أن تختلط مع لطاتهم. ولله الأمر من قبل ومن بعد.