بعد سبع سنوات ونصف من الثورة..
عبد اللّطيف درباله
ثورة كان وقودها الشباب.. رفعوا فيها شعار “خبز وحريّة وكرامة وطنيّة”.. واستشهد منهم العشرات.. وأصيب المئات بالجروح والإعاقات..
بعد أحلام وآمال..
بعد سبع سنوات ونصف من الثورة..
وبعد رئيسين اثنين..
وبعد سبع رؤساء حكومات..
وبعد عشر حكومات..
وبعد مئات الوزراء..
لا يزال الشباب التونسي يهاجر.. أو يسعى الى الهجرة.. أو يحلم بالهجرة..
لا يزال الشباب التونسي من قبل 14 جانفي 2011 وحتّى يومنا هذا لا يرى مستقبلا مشرقا له في وطنه..
ولا يزال الشباب التونسي يفضّل المغامرة بالإبحار على قوارب الموت وهو يعرف أنّ حظوظ موته غرقا تعادل حظوظ وصوله لأرض أوربّا.. حالما بحياة أفضل ممّا في وطنه..
بعد سبع سنوات ونصف من الثورة.. لا يزال المئات من الشباب التونسي يموتون وسط البحر كلّ سنة.. في حين لا يزال أهل السلطة والحكم يطلقون الوعود الكاذبة وهو يمرّون من فشل إلى آخر..
موت العشرات من الشباب فجر اليوم دفعة واحدة غرقا إثر إنقلاب قارب هجرة سرّي في عرض سواحل قرقنة.. هو وجه من الوجوه الكثيرة لمأساة هذا الوطن المنكوب بطبقة من السياسيّين الفاشلين والعاجزين والمعدومي الأفق والانتهازيّين والعملاء والفاسدين.. المنشغلين فقط بالوصول إلى السلطة كهدف في حدّ ذاته بحثا عن النفوذ والثراء.. والمنهمكين طوال فترة حكمهم.. فقط.. بضمان بقائهم في الكراسي لأطول فترة ممكنة..