عبد الرؤوف العيّادي والتطبيع !!
عبد اللّطيف درباله
الأستاذ عبد الرؤوف العيّادي.. المناضل الصلب والمعروف من الستّينات طوال سنوات ديكتاتوريّة بورقيبة وبن علي..
ومحامي الدفاع في أبرز قضايا الرأي والسياسة للمعارضين والضحايا..
والذي كان هو أيضا أحد ضحايا التعذيب والعنف البوليسي مرارا..
المساهم البارز في الثورة التونسيّة..
وأحد أبرز المدافعين الفعليّين عن القضيّة الفلسطينيّة..
والمناهض بقوّة للتطبيع مع الكيان الصهيوني..
وأوّل المحذّرين في تونس من اختراق المخابرات الاسرائيليّة لبلادنا.. خاصّة بعد الثورة.. عبر أذرعها الاستخباراتيّة والإعلاميّة والسياسيّة والأمنيّة والماليّة.. حتّى عمل الإعلام البنفسجي على شيطنته.. وانتهجوا حملات تشويه منظّمة ومكثّفة ضدّه.. وسخروا منه بتسميته “رأفت الهجّان”..
نفس هذا “عبد الرؤوف العيّادي”.. أصبح فجأة متّهما بالعمالة لنفس هذه “الإسرائيل”.. اعتمادا على مجرّد كاميرا خفيّة مشبوهة تمّ فيها احتجازه بالقوّة.. وتهديده.. ورفع السلاح الناري في وجهه..!!
كأنّ الأستاذ عبد الرؤوف العيّادي وبعد كلّ هذا التاريخ المشرّف.. كان ينتظر فقط دعوته من أربع أنفار مجهولين في منزل منزوي بسكّرة.. للتطبيع مع اسرائيل والعمل لصالحها مقابل المال..!!!
والجميع يعرف بأنّ مئات الملايين عرضت فعلا على عبد الرؤوف العيّادي في الفترة اللاّحقة للثورة من قبل رجال أعمال تونسيّين متورطّين في قضايا فساد زمن بن علي.. مقابل سكوتة وسكوت حزبه (أيّام كان في الترويكا الحاكمة).. عن رفع شعارات المحاسبة ومقاومة الفساد السابق وطلب محاكمتهم والضغط على الحكومة لمصادرة ثرواتهم التي اكتسبوها بطرق مشبوهة..
لكنّ العيّادي رفض عروضهم المغرية وملايينهم واغراء تمويل حزبه الجديد.. برغم أنّ حزبه لا يملك ثمن كراء قاعة كبيرة فخمة لعقد اجتماع انتخابي..!!!
في المقابل فإنّ معدّ برامج نكرة لا تاريخ كبير معروف له.. لا سياسيّا ولا فنيّا ولا تلفزيّا.. اسمه “وليد الزريبي”..
أعدّ ما يسمّى زورا “كاميرا خفيّة” في 22 حلقة فقط.. تاركا مسبقا وقصدا الأيام الأولى من رمضان لعمل الـ buzz ترويجا لبرنامجه عبر بثّ الأكاذيب والبلبلة للفت الانتباه وجني المال الوفير.. أصبح هذا “الوليد” يوزّع صكوك العمالة والوطنيّة بين الشخصيّات على هواه.. والإعلام البنفسجي التعيس يتداولها وكأنّها أحكام عادلة ومثبتة وحقيقة مطلقة لا يأتيها الباطل..!!!
هَزُلَتْ ورَبّ الكَعْبَةْ..!!!