سالم الأبيض يحذر النهضة أم يحذر منها ؟!
أحمد عبد النبي
تركت سالم الأبيض ناطقا رسميا باسم الطلبة القوميين وعدت لأَجدَه أستاذا جامعيا يحضى باحترام كبير عند بعض قياديي حركة النهضة وبعض زملائي القدامى أيام الجامعة. بل إن النهضة رشحته أو ساندت توزيره في وزارة التربية.
تابعت بعض كتابات سالم الأبيض وبعض مواقفه السياسية فلم ألحظ تغييرا ذَا بال عن مواقفه المعهودة وخاصة عندما يتعلق الأمر بما له صلة تاريخية بالتدافع القومي الإسلامي (راجع مواقفه من الثورة الليبية والسورية وما حصل في مصر).
الطريف في مقاله الأخير (رابطه أسفل التدوينة) هو أنه مصاغ بنفس عقلية التهويل والتشكيك والتفزيع التي تصاغ بها مقالات بقية خصوم الإسلاميين التقليديين الإستئصاليين الذين لا يَحبون أن يروا الإسلاميين في أفضل حالاتهم إلا ضحايا “يناكفون” الحاكم باستعمال قضيتهم من أجل توسيع منابهم من محصول السلطة.
للأسف فالنفس الوثوقي في صياغة النص لا يعين على تلمس الأعذار أو ما يشير إلى رغبة النصح والتنبيه.
لكن نص سي سالم مفيد من حيث الكشف عن حالة الفزع التي تنتاب النخب التونسية.
فرغم أنهم يعلمون أن القانون الإنتخابي لن يمكن النهضة من الفوز بأغلبية تسمح لها بتسيير أي بلدية تقريبا إلا أن مجرد مشاركتها التسيير يعتبر في نظرهم خطرا ماحقا.
ومع أن ترشح النهضة في كل الدوائر لم يأتِ بسبب رغبتها في السيطرة على البلديات وإنما بسبب القانون الإنتخابي الذي يصعب معه تقدير حجم النتائج مسبقا وهو كباحث اجتماعي يمكن أن يفهم قرار النهضة بسهولة، إلا أن حالة الفزع حجبت عنه كل محاولات النهضة في إدارة العملية الإنتخابية بشكل يثبت لها وجودا فاعلا دون اكتساح. ولا زالت المحاولات مستمرة وأتوقع أنها ستستمر حتى تشكيل المجالس.
نص مؤسف غاب فيه كل ما يجب أن يكون من دعم تجربة الحكم المحلي والإصرار على نجاح التجربة الديمقراطية وإبعاد شبح الإستئصال والإستبداد.
تجربة النهضة ليست فوق النقد بل فيها قضايا جوهرية قد تمس من استحقاقات الثورة ويمكن أن يدار حوار عميق حولها بخلفية الإنتصار لمطالب الثورة ومكاسبها لا بخلفية التفزيع التي لا تبتعد كثيرا عن منطق الإستئصال.
رابط المقال: عن الإسلاميين والحكم المحلي في تونس