يجتمعون حول طاولة كبيرة ويتحدثون باللغة الصينية
أحمد القاري
سنة 2006 عانيت من آلام شديدة في الظهر، تبين بعد الفحوصات أن سببها مشكل في فقرات الظهر.
نصحني الأطباء في المغرب بإجراء جراحة على العمود الفقري إن لم يتوقف الألم. كنت راجعت عدة أطباء كل على حدة.
ثم أجريت فحوصا في مستشفى حكومي صيني بمدينة شين جين. وقد لاحظت أنهم يفصلون اختصاص العمود الفقري عن الرأس خلافا لما يوجد في المغرب حيث يشترك طبيب الأعصاب في معالجة أمراض الرأس والعمود الفقري والأعصاب عموما.
كان طبيبي المعالج (وان) شابا متعاونا ومتاحا. وقد لاحظ في لقاء معه أني مقتنع بإجراء عملية جراحية. لكنه كان ضد الفكرة ما لم تحدث أعراض شديدة تستدعي ذلك. ثم اقترح علي إحضار صور الرنين المغناطيسي لاجتماع أطباء القسم الساعة 8 صباحا في اليوم الموالي.
كنت عند باب قاعة الأطباء في قسم العمود الفقري الساعة 8 تماما. كان أطباء القسم كهولا وشبابا يجتمعون حول طاولة كبيرة. دخلت عليهم وسلمتهم مظروف صور الرنين. وضعوها على لوحة مضيئة وأخذوا في مناقشة الحالة طبعا باللغة الصينية بينما كنت واقفا أتابع.
خلصوا إلى نصيحة بأن أتابع العلاج الطبيعي وأترك العملية الجراحية. وكانت نصيحة ثمينة عملت بها واستغنيت عن العملية حتى اليوم ولله الحمد مكتفيا بالعلاج الطبيعي كلما احتجت إليه.
في القسم لديهم قاعة خاصة بالعلاج الطبيعي المعتمد في أغلبه على الطب الصيني من إبر وتدليك وحجامة وعلاج بالحرارة إضافة إلى آلات حديثة تستخدمم لتصويب اعوجاجات العمود الفقري.
اجتماع الأطباء لإعطاء نصيحة وتقييم لحالة معينة يسمى في المغرب (السطاف) في إطار الافتتان بالمصطلحات الأجنبية. وهو إجراء ما يزال استخدامه محدودا للأسف.
وفي رأيي أن مفتاح تمكن الصينيين من القيام به بشكل منتظم هو التحاق الأطباء بالعمل الساعة 8 صباحا بالضبط ومكوثهم هناك حتى الساعة 12 ظهرا بالضبط حيث يحصلون على استراحة غداء ويعودون للعمل من الساعة 2 إلى الساعة 6.
انضباط الحضور يساعد في خدمة عدد أكبر من المرضى. ومن يزر المستشفيات في الصين يلاحظ أن المرضى يتوقعون التعامل مع حالاتهم بأقصى درجات الانتباه والاهتمام والسرعة. وتجد الأطباء يتحملون ذلك بروح رياضية تستحق التحية.