لا شامتين ولا متأسفين
الخال عمار جماعي
توقّف بعض الصّحف الورقية التونسيّة عن الصدور (الفجر، التونسية، الصريح) ليس خبرا جيّدا في حدّ ذاته. ولكن له دلالة مهمّة. فهذه صحف كانت فاتحة بيوتا وتعيش أسر منها.. وإغلاقها خسارة فادحة لا لأصحابها والعاملين فيها بل للرّأي العام عموما. فاتركوا الشماتة !
نعلم أنّ الوسائط الإعلامية قد تعددت وتلك الصحف في الحقيقة لم تختف ورقيّا إلا لتظهر إلكترونيا فذاك أقلّ تكلفة من “كلاسيكيات الصحافة” غير انّ اختفاء عناوين بعينها في هذه المرحلة له دلالة علينا أن نقرأها في ضوء متغيرات المرحلة. لم تعد الصحف الحزبيّة تجد هوى في الأنفس ولا الانتماء الحزبيّ يُلزم بها وفي مناخ الحريات فقدت تلك الجرائد حماسة انتظارها ! نفس الأمر أيضا عن صحف “المسالخ والمقابح والتزلّف الرّخيص” وآخرها “الصريح” وإمراطوريّة صالح الحاجّة.. البلد يتغيّر وهذه حقيقة موضوعيّة ولن يوقف تغيّرها عودة الحزبي ولا “بيع الفارينة” !.. هذا البلد يتعافى وحده بحتميات التطوّر التي تأبى استنساخ القديم ! فأتركوه لا شامتين ولا متأسفين.. إنّه “ينخلق في شرنقته”!
“الخال”