أوراق ملونة تطبع بلا مقابل (الدولار)
أحمد القاري
النفوذ الأميركي في العالم منذ الحرب العالمية يقوم على عدد من التوافقات السكوتية:
• استخدام الدولار عملة عالمية برغم كونه بدون سند.
• استخدام الدولار وسندات الخزينة الأميركية قيمة أساسية في احتياطات البنوك المركزية في كل العالم مما يحبس كمية كبيرة من الدولار خارج الاستخدام حتى لا تتسبب في تضخم خارج السيطرة، ويضمن تمويلا منتظما لنفقات الولايات المتحدة بدون وجود مداخيل ضريبية تغطيه.
• سيطرة الولايات المتحدة على المنظمات الدولية الرئيسية (الأمم المتحدة، البنك الدولي، صندوق النقد الدولي وما يتفرع عنها من منظمات) مقابل تحمل نسبة كبيرة من تمويلها وتمتع أربع دول أخرى بحق النقض في مجلس الأمن وإعطاء أوربا منصب مدير صندوق النقد الدولي.
مقابل هذه الامتيازات الجوهرية لاستمرار النفوذ والسيطرة الأميركية على العالم كانت الولايات المتحدة سخية بالمساعدات للدول الحليفة لها ومتسامحة تجاه تحمل قسط أكبر من المصاريف العسكرية لحملاتها ولحلف الناتو كما كانت تستخدم الاتفاقيات التجارية لكسب رضى الدول خاصة أنها تؤدي عجزها التجاري بأوراق ملونة تطبعها بلا مقابل (الدولار).
ويبدو أن ترامب سيكسر قاعدة التوافق السكوتي هذه فهو يريد الحلوى وثمنها. يريد من العالم أن يقبل الدولار ويشتري سندات الخزينة وفي الوقت نفسه لا يحصل على أي امتياز ذي شأن من الولايات المتحدة!