النساء أدوات إنتخابيّة لتجّار السياسة
عبد اللّطيف درباله
بقطع النظر عن صلب الموضوع وما فيه من نقاش..
فإنّ إعادة طرح الدعوة للمساواة في الإرث بين الرجال والنساء.. فجأة.. وفي فترة الانتخابات البلديّة بالذات.. ومؤشّرات التركيز والتصعيد المنتظرة.. من خلال تنظيم عشرات الجمعيّات اليوم لمظاهرة بدا واضحا أنّها مدعومة من أحزاب وشخصيّات سياسيّة.. يدلّ بوضوح على أنّ مدّعو “المدنيّة” و”الحداثة” و”الدفاع عن حقوق المرأة” و”المساواة بين الجنسين”.. هم مجرّد متاجرين بقضايا المرأة لأغراض سياسويّة رخيصة بغرض جمع أصوات انتخابيّة من مئات آلاف النساء ليس أكثر..!!
كالعادة في كلّ سباق انتخابي فإنّ من لا رؤية لهم للدولة..
ولا برنامج انتخابي واعد لهم..
ومن ليس لهم أيّ مشاريع اقتصاديّة أو اجتماعيّة تنهض بالناس والمجتمع وتطوّر البلاد..
تراهم جميعا يُرجعون النقاش عوضا عن ذلك إلى مواضيع بدائيّة.. لا هي ذات أولويّة للناخبين.. ولا هي التي ستحلّ المشاكل السياسيّة والإقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة المتراكمة والخطيرة التي تغرق فيها تونس أكثر فأكثر كلّ يوم..
فتراهم يهربون إلى مسائل الدين والهويّة والمدنيّة المزعومة وأوهام الحداثة والمساواة الزائفة بين الجنسين التي يلوكونها بمجرّد شعارات ومظاهر جوفاء.. ولا يحرصون على تطبيقها فعليّا في الحياة اليوميّة لملايين النساء اللاّتي يعانين حقّا من انخرام التوازن وهضم حقوقهنّ..!!!
وفي الوقت الذي ننتظر فيه أثناء الحملات الانتخابات البلديّة حديثا عن برامج النهوض بالمدن والمناطق البلديّة وتجميلها وتطوير الأحياء والنظافة والحدائق والعناية بالبيئة وتنمية المرافق وتحسين ظروف الحياة وإصلاح الطرقات ونحوه.. يتعمّد البعض مضغ علكة المواضيع التي لا علاقة لها بموضوع الساعة أصلا..
للأسف.. تسمح الكثير من النساء لأنفسهنّ بأن يتحوّلن إلى مجرّد أدوات انتخابيّة.. وحطبا للحملات السياسيّة المسعورة.. و”ماعون صنعة” لتجّار السياسة..
وكما أنّ هناك تجّارا بالدين.. هناك أيضا تجّارا بالمرأة..!!!