محمد بن سلمان في مصر فماذا سيبيعه “بلحة”
صالح التيزاوي
بعد أن أقام العدل في مملكته وأصلح ما أفسده من سبقه من ملوك “آل سعود”، وأطلق الحرّيّات حتّى صار المغرّد يغرّد بما شاء على حسابه فلا يخشى إلّا اللّه.
فلا وسائل الإعلام مؤمّمة ولا الأفواه مكمّمة. وبيّض السّجون فخلت من المعارضين ومن أصحاب الرّأي ومن الدّعاة ومن المغرّدين وقيل إنّه حوّلها إلى مدارس لتعلّم الفنون الجميلة حتّى يدشّن عهده الزّاهر بحداثة حقيقيّة في مملكته المنيعة. وبعد أن اتّجه إلى الجوار فوصل أرحاما قطعت في رمضان مع الشّقيقة قطر، ورفع عنها الحصار فغدت الحدود مفتوحة للبشر كما الإبل. وبعد أن جعل اليمن سعيدا كما كان فأعان شعب اليمن على تحقيق انتقاله الدّيمقراطي وتحقيق أهداف ثورته وفتح المزيد من المدارس والجامعات وبني الجسور والطّرقات وشيّد المستشفيات لمعالجة أطفال اليمن من داء الكوليرا الذي تسبّب فيه “أعداء الأمّة”.
بعد كلّ تلك الإنجازات، ها هو الملك ولد الملك يشدّ الرّحال إلى أرض الكنانة في رسالة إنسانيّة عالية. لكنّ هذا الخبر نزل كالصّاعقة على أهل مصر ومسّهم مسّ سقر، قال بعضهم: منذ عام اقتطع “بلحة” جزيرتين من أرض الوطن “تيران” و”صنافير” وباعهما لـ”آل سعود” دون تحكيم حتّى القضاء “الشّامخ” أحال أمر الجزيرتين لبرلمان معيّن لأنّه مشغول بإصدار أحكام الإعدام على “أعداء الوطن”. وتساءل أحد المغرّدين والألم يعتصر فؤاده: ماذا سيبيع “بلحة” هذه المرّة؟ سليمة إن شاء اللّه هذه المرّة وبسيطة: “رقعة صغيرة”من سيناء تمسح ألف كلم2، ليقيم ملك الحداثة الجديدة منتجعا سياحيّا لتجفيف منابع الإرهاب على طريقة يوسف العتيبة وغرّد مواطن آخر: إذا طالت مدّة حكم “بلحة” نخشى أن يبيع القاهرة، بما أنّ الدّين للّه والوطن للعسكر يفعل به يشاء فللّه ما أعطى وللعسكر ما أخذ.