وقاحة تجمّعيّة لا تنتهي
صالح التيزاوي
المدعو “شيبوب” الذي فرّ مع العصابة الطرابلسيّة خارج الوطن ثمّ عاد في إطار صفقة ليدخل السّجن ثمّ أفرج عنه في إطار صفقة أخرى، مرّت مع هيئة الحقيقة والكرامة. لا شكّ أنّه لم يدخل السّجن بسبب آرائه وأفكاره السّياسيّة وإنًما بتهمة نهب المال العام واستغلال النّفوذ. كان من المفروض أن يبلع لسانه وأن يكتفي بما أفسد قبل الثورة فسادا لامس كلّ جوانب الحياة: في الرّياضة وفي مجال المال والأعمال، حيث كان “رجل المهام الصّعبة والعملة الصّعبة” لدى العصابة النّوفمبريّة.
عاد اليوم في زمن الثّورة ليعطينا دروسا في من يجب أن يحكم التّونسيين حيث قال في وقاحة ليست مستغربة ممّن أفسدوا حياة التّوانسة زمن حكم العصابة النّوفمبريةّ: “وارد جدّا أن تطلع عبير موسي إلى كرسيّ الرّئاسة”. و”ماتنساش” وارد جدّا أن تعود لرئاسة التّرجّي حتّى تكمل إفساد ما لم تفسده، ووارد جدّا أن تصعد إلى رئاسة الحكومة أو البرلمان، حتّى يتسنّى لك إلغاء دستور الثّورة، وتصدر عفوا عن المخلوع وتعيّنوه رئيسا لمجلس المستشارين.
أعرف أن ما تثرثرون به هي أمنيات ولكن لا حدود لها. ربّما تصل إلى محاكمة الثًورة بكلّ رموزها وبكلّ ما ترتّب عليها من استحقاقات و”يرجعو النّاس كيف ما كانوا قبل يعيطولك سيّد الرّئيس”… تلك أمانيّكم دونها دماء بذلها شهداء تونس ليرووا شجرة الحرّيّة، ودونها مؤسّسات أرستها الثّورة مهما علا صوتكم وازداد مكركم وكيدكم “إنّ كيد الشّيطان كان ضعيفا”.