فوضى الصّور.. والسلفيات / المواقف
الخال عمار جماعي
هذا العصر الكسول عن القراءة قد أصبح قارئ صور.. ولكلّ واحد رغبة خاصّة في الظهور “مع” أو “أمام” أو “قرب” شيء أو شخص يقدّمها صورة ذات دلالة ومعنى وموقف في الأغلب ! وظهرت “السلفيات” (وهي لفظ أنجليزي ترجمته الصورة الذاتية أو الملتقطة ذاتيا) لتكون اختيارا واعيا مقصودا ويضع المسؤولية على صاحبها..!
طبعا هذا الاختيار يؤكد إعجابا دفينا بمن نلتقط معه الصورة وننشرها بفخر مبطّن وسعي لإظهار إنتماء ما (ثقافي، سياسي، ايديولوجي، عاطفي في كثير من الأحيان).. وعليه أصبح يعجّ هذا الفضاء الخطير بالصور ذات المواقف.. و”وين تحطّ نفسك وين تصيبها”!!
لا أحد وصيّ على أحد ولا حقّ لأي كان أن “يسخر” من أحد !! فلكلّ “جوّه الخاص” وللبعض نزواته وعقده !!.. المهمّ أن تنجح في إعطائي الإنطباع الذي تريد من خلال صورتك حتى لا أقرأها بشكل قد “يزعجني”!!
أغلب صور الأماكن الخلفية تعني “كنت هناك”، صور الأشخاص المرافقين تعني “هؤلاء يشبهونني”، صور الوجوه تعني “أنا جميل”، صور الأطعمة تعني “أنا متمتّع بالدنيا”، صور المشهورين تعني “فزت بمنزلة عظيمة”… كل الصور رسائل مشفّرة.. لكن بالنسبة إليّ، إذا كان يجب أن ألتقط “سلفي” فأنا أختار من الأشخاص الذين لا أطمع منهم بشيء إلا شرف أن ألتقيهم (في الأغلب من أحترم من المناضلين أو أصحاب المعارف المحترمين) أو أماكن لها إما شرف الإنتماء كالصحراء والخيل أو شرف المعرفة كالجامعات والندوات.. ما سوى ذلك يدخل في باب “الخطأ غير المقصود”!!
“الخال”