هل نحن شعب يساعد سياسييه على التطور ؟
عبد اللطيف علوي
لا أعتقد.
نحن نصفّق للكلمنجيّ و”الكتبنجيّ” ( من الكتابة) والفلمنجيّ (من التفليم) الّذي لا باع له ولا حول له ولا طول إلاّ شجاعته في سبّ الحكومة والمعارضة والشعب، وتفقيس الوعود وتسجيل الأهداف في مرمى فارغ.
هل مازال سبّ الحكومات عملا ثوريّا ؟
أشكّ في ذلك،
هذه المهمّة يتكفّل بها اليوم الجبناء قبل الشّجعان، فماذا بقي فيها من بطولة ؟
حين ترى الناس في غاية الانتشاء والسعادة، لمجرّد أنّ الثورة كسبت “سبّابا” جديدا للنّظام، تشعر أنّنا في ورطة حقيقيّة!
سبّ النّظام قبل الثورة كان نضالا حقيقيّا، لأنّه يساهم في تفتيت جدران الخوف، وجعل الناس يتجرّؤون عليه ويتحدّونه.
اليوم لدينا سبّابون كثيرون، بالالاف، في البرلمان وفي وسائل الإعلام وفي المقاهي وفي البارات وفي الأحزاب والمنظّمات وعلى وسائل التواصل الاجتماعيّ، لدينا سبّابون موهوبون ومتفرّغون منذ قيام الثّورة، فما الّذي يمكن أن يضيفه سبّاب جديد، حتّى وإن كان صوته جهوريّا عاليا وأداؤه على الرّكح احترافيّا مقنعا؟
هذا الشّعب مازال يرى السياسة استعراضات بلاغية أو دنكشوتيّة.
ومازال يرى دوره مقتصرا على الحضور في الحفلات العامّة والتّعبير عن ولائه بالتّصفيق والتّهليل ورفع اللاّفتات الكبيرة والبوستارات المبهرة للممثلين!
ويبقى الحال على ما هو عليه.
#عبد_اللطيف_علوي