لا أحد يحفل بمصيرنا
الطيب الجوادي
بمعنويات في الحضيض، بعد تواتر رحيل المدرسين في أقسامهم أمام تلاميذهم بسبب الجلطة وبضغط مرتفع وترقوة مكسورة دخل المدرس الطيب قسمه لتدريس التاسعة أساسيا لمدة ساعتين، جلس إلى مكتبه وطلب من تلاميذه الإنتباه:
– سأكون صريحا معكم، خاطبهم وهو يضغط الحروف وقد كست وجهه علامات الجدّ والصرامة ساد القسم صمت مهيب واشرأبت الأعناق، وتلاحقت أنفاس التلاميذ متوترة متوجسة.
– لن أستطيع ان أواصل تدريسكم، استرسل، لا أريد أن اموت أمامكم هنا، اريد أن أنهي بقية حياتي في هدوء، وأعيش حتى أرى احفادي وألاعبهم، أريد نهاية مختلفة عما يحصل للكثير من المدرسين الذين يسقطون كل يوم في القسم، نهاية بعيدة عن المصحات النفسية، والامراض المزمنة، حياة بدون اكتئاب وانهيار نفسي،،
صمت قليلا، ليرى أثر كلامه في تلاميذه.
ارتفع صوت احداهنّ،ليخرق الصمت :
– سيدي، موش باش ترجعلنا دفوارات الإنشاء، سيدي والله على أعصابنا، رجعلنا ومن بعد احكيلنا على روحك!
– نعم، نعم أجبتها، لنصلح امتحان الإنشاء.
لن يحفل أحد بمصيرنا في نهاية الأمر غمغم المدرس الطيب.