إدارة الحرمين الشريفين… رداءة الخدمات وسوء التخطيط
إسماعيل بوسروال
تصاعدت في شرق آسيا مظاهرات المسلمين مطالبين بعدم احتكار السلطات السعودية لمناسك الحج والعمرة ورفع اليد عن الحرمين الشريفين.
1: لا للتدخل في الشأن السعودي
لا اعتبر هذا الطلب تدخلا في الشأن السعودي بل هو نتيجة معاناة الحجاج والمعتمرين حيث نلاحظ رداءة الخدمات وسوء الإدارة الناتجين عن سنوات سابقة من سوء التخطيط.
2: شرق آسيا متقدم حضاريا
يمثل حجاج شرق آسيا النصيب الأكبر من الحجيج حيث تكون الوفود متناسبة مع عدد السكان (الهند، بنغلداش، باكستان، أندونيسيا، ماليزيا…) بالإضافة إلى أقليات مسلمة من اليابان والصين والفليبين… بلدان حققت تقدما حضاريا شاملا في العمران والنقل والخدمات… يحلون بالأراضي السعودية فتكون المفاجاة (رداءة الخدمات) التي سأشير إلى بعضها :
• بطء الإجراءات في مطار جدة (ساعتان)
• تخلف الإدارة، حيث تتم عمليات تسجيل الدخول بواسطة سائق الحافلة مع مكتب الديوانة بشكل يدوي وبالقلم والورقة (ساعتان)
• سوء حالة وسائل النقل: تبعد جدة عن مكة المكرمة 70 كم فقط… لكن قضت الحافلة ست ساعات (6 س)… خدمات لا تتناسب مع العصر.
3: الوضع البيئي والهندسي للحرم المكي الشريف
تعرض الحرم المكي الشريف إلى عمليات ممنهجة للقضاء عليه كقبلة للمسلمين وتحويله إلى مجرد معلم أثري للزيارة… جريمة ارتكبها من قام بغلق المنافذ وسد الطرقات ومنع الهواء عن بيت الله الحرام حيث أقيم نزل بعشرين طابقا (20) على بعد أربعة أمتار (4) من جدار الحرم… كما تم إحاطة الحرم المكي بعمارات شاهقة ومحلات تجارية من كل جانب… جريمة مرتكبة عن قصد أو عن غير قصد لأن (الحكمة) تقتضي الإستشراف وذلك بترك ساحة فارغة مهوأة بكيلومتر -على الأقل- تكون للصلاة في أوقات الإكتظاظ.
أما الشوارع والطرقات المؤدية إلى الحرم المكي فهي ليست من النوع الجيد صناعة كما أنها تفتقر إلى الصيانة والعناية وخاصة النظافة… والنظافة مسؤولية مشتركة ولكن تتحمل فيها السلطة المحلية المسؤولية الأولى.
توجد ملاحظات أخرى كثيرة ولكن اكتفي بهذه الأمثلة.
4: مصالح المسلمين أولى بالإهتمام
لا للتدخل في الشأن الداخلي السعودي ولا يعنينا من يتولى الملك ولا من هو من ولي العهد فذلك شأن يهم أهل البلد لا غير… لكن نتمنى للسعودية بلاد الحرمين السلام والخير والوفاق بما يضمن وحدة البلاد وتقدمها نحو الأفضل… لكن لا نرى مانعا من إبداء الرأي في مناسك الحج والعمرة بما يجعل من تأدية المناسك (عبادة خالصة) لوجه الله لا تجارة تغالي في “استغلال” المسلم دون مراعاة لحقوقه وأوضاعه.
لله الأمر من قبل ومن بعد.