ذنوبنا.. وذنوبهم
عبد القادر عبار
عذرا.. سيدي اللورد “Lord Michael Bates”
دقيقتا تأخير سبب كاف للإستقالة وجلد الذات ؟؟ ما هذا يا سيدي ؟؟ ذنبك أنك تأخرت دقيقتين ؟؟.. أوه.. زوّدتها كثير..
كان يكفيك اعتذار.. وترمي السبب لزحمة المواصلات.
أنت بهكذا تصرّف، أتعبت مَن بعدك، وأضحكت عليك المسئولين العرب عندنا.. نعم أصحاب الفخامة وزنوس السياسة عندنا يتهمونك بالهبل والخرف والتخلف العقلي.
خمس سنوات من جهد التطوير والتأهيل والعطاء وأنت تشغل منصب وزير التطوير الدولي يحسمها ذنب بسيط لا يكاد يذكر.. هو تأخيرك دقيقتين؟ أي ورع سياسي هذا ؟ أأنت من الصوفية السياسية ؟؟..
فالأصل عندنا.. في عرف سادتنا وأكابرنا أعزهم الله وأبقاهم ذخرا للوطن أن يأتي المسئول متأخرا.. لأن الإنضباط والالتزام واحترام الوقت والمواعيد هو من أخلاق المتربصين والصغار.. ثم ثقافة الاعتذار في قاموسهم غير مبرمجة ولا مطروحة.. فكم أعدموا أبرياء وما اعتذروا..؟ وكم خانوا أوطانا وقضايا وما استقالوا..؟ وكم سرقوا وكم نهبوا وما ردّوا وما اعترفوا ؟..
عادي جدا سيدي “اللورد”. فلا تعجب ولا تستغرب،. فذنوبنا تختلف عن ذنوبكم.. صغائرنا هي عندكم كبائر.. والوقت عندكم.. ثروة.. والمسئولية عندكم هي تكليف وأمانة. والاعتذار عندكم فضيلة.. والاستقالة عندكم هي من المروءة السياسية.
بالأمس القريب فقط مثلا.. تغيب وزير فلاحتنا عن جلسة مساءلة تخص وزارته في مجلس نواب الشعب.. ليشرف في نفس اليوم على اجتماع حزبي.. ثم ولا اعتذار ولا استقالة ولا هم يحزنون..
باختصار سيدي “اللورد”.. “الزنوس المسيّسة” عندنا معقّدون، بينما أنتم تتصرفون بلا عُقَد.