ماكرون.. تونس الحرة أفضل لمصالحكم
نور الدين الختروشي
لا فرق بين من يشنِّع على فرنسا تاريخها الاستعماري الأسود زمن الاستعمار وتاريخ وصايتها الوقحة على دولة الاستقلال وبين من ذاب في ثقافتها وجدا وعشقا والتحق متطوعا بطابورها الخامس المتمكن من مفاصل التأثير والتوجيه وصنع القرار.
الموقف في الحالتين سجين الماضي وذاكرة ما قبل الثورة..
فرنسا تتحول اليوم بعمق وسرعة واجيال جديدة بصدد خطواتها الاولى نحو تصور موقع جديد ووظيفة جديدة لفرنسا في أوروبا والعالم الذي تتغير فيه خارطة القوة والنفوذ الدولي بسرعة وفِي خطوط متشابكة تطرزها رأسمالية مالية جامحة لا تعترف بحروب المعنى وحدودها وأقانيمها التقليدية إلا ما اتصل منها بالسوق.
ماكرون من هذا الجيل.. و”تونس الديمقراطية” تتغير بسرعة على قاعدة البحث عن مقومات مناعتها الداخلية واستقلالية قرارها وسيادتها الوطنية وهي بهذا تحديدا الأقرب والأفضل لاقناعه أن مستقبل علاقاتنا ستكون أقوى وأمتن وأعمق خارج مدار وسجن العقل الاستراتيجي الفرنسي الذي يتعامل معنا كمجال نفوذ وهيمنة ووصاية ويرى مقومات قوته واستمرار نفوذه في ضعفنا..
علينا أن نساعد الجيل الجديد من صناع القرار الفرنسي على زعزعة ثوابت العقل الديغولي في التعاطي مع “المستعمرات القديمة”…
الرئيس إيمانويل نسعد لتنشيط علاقاتنا البينية ونوسع مجالات شراكتنا ونحرص على أن تعود إلى باريس وكلك طمأنينة أن تونس الحرة أفضل لمصالحكم من تونس المخطوفة قبل الثورة…
لا تنسى حقيقتنا الجديدة بعد الثورة :
نحن أصحاب هذه الأرض كاملة..
نحن أسيادها…
نحن من نعطي في موضع العطاء ونحن من يمسك في موضع المنع..