إسماعيل بوسروال
يحتفل التونسيون اليوم بالذكرى السابعة لثورة الحرية والكرامة.
لقد تحدد رسميا ان يوم 14 جانفي هو عيد الثورة رغم ان انطلاقها كان يوم 17 ديسمبر في سيدي بوزيد… لا مشكلة في الامر بالنسبة لي فالدستور اشار اليها بالاسم (ثورة الحرية والكرامة) وضبط هويتها التاريخية (ثورة 17 ديسمبر / 14 جانفي)… وتتمثل رمزية 14 جانفي في انه “اعتراف باهمية المركز” تونس العاصمة وتاكيد على قيمة المعطى السياسي المتمثل في سقوط (رأس النظام) من خلال دفعه الى الفرار الى الخارج.
انطلقت ثورة الحرية والكرامة بنكهة “اجتماعية” في سيدي بوزيد في 17 ديسمبر وتم تتويجها بنكهة “سياسية” في 14 جانفي في تونس العاصمة مرورا بمحطات كبرى في جهات عديدة.
تولى المراحل الاولى للثورة قيادات خرجت من عباءة النظام القديم ولكنها استوعبت اللحظة واستجابت الى متطلبات الانتقال السلمي للسلطة وهو ما ساعد على تماسك اجهزة الدولة كما تميز السلوك الشعبي العام بالنضج من خلال الحماية الذاتية للاحياء والامن العام.
… الان بعد 7 سنوات من ثورة الحرية والكرامة اعتقد ان ما تحقق -سياسيا- يعتبر مهما واستثنائيا في العالم العربي… ويحق للتونسيين ان يفخروا به… لكن لم يكتمل بناء مؤسسات الدولة الحديثة ولم تتوضح آفاق الحلول الاجتماعية-الاقتصادية التي ليست صعبة ولا مستحيلة بل يكفي ان ننظر الى التجارب المقارنة لنجد ان اساليب محددة وتوجها انمائيا مضبوطا كفيلان بالقفز الى اقتصاد مزدهر.
نماذج كانت تشبه تونس في الستينات وهي كوريا الجنوبية وماليزيا ونماذج اخرى كانت افقر منا منذ سنوات مثل رواندا واثيوبيا. (نسبة نمو اكثر من 10 نقاط).
سيكتمل بناء ثورة الحرية والكرامة -بحول الله- اذا حصل “توافق عام” حول سبيل تحقيق الانطلاقة الاقتصادية بفسح المجال امام الاستثمار (المحلي والدولي) وتوفير المناخ الملائم.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.