حسمت المعركة في ثلاثة أيام
نور الدين الختروشي
ما وقع هذا الاسبوع انطلق بحملة اعلامية وميدانية شبابية مطالبها قد نوافقها وقد نختلف معها لكنها تبقى دائما ومن حيث المبدأ مشروعة.
أثارت الشبيبة انتباه الرأي العام بتحركها الميداني ليلا، مما أحال في ذاكرتنا النضالية على سنوات الاستبداد حيث التجأنا الى ظلام الليالي لتوزيع المناشير والكتابة على الحيطان (رمضان 87 مثلا) والى تنظيم المسيرات ليلا، كان ذلك “ابداعا” نضاليا مشهود له بالجدة والفاعلية في نصاب قمعي لا يسمح بالتعبير ولا يعترف بالحقوق العامة ويقتل في الشارع وفي زنازينه لمجرد ممارسة ابسط حقوق المواطنة وحدها الادنى كحق التعبير والتنظم والتظاهر السلمي.
كان غريبا ثم اصبح مسترابا بعد ليلة فقط ان تترك الشبيبة كل النهار وكل الشمس في نظام سياسي مفتوح وديمقراطي وحقق المطلوب الى يوم الناس هذا من انجاز شعار الحرية الذي فرضته ثورتنا المجيدة وتختار ظلام الليل للتحرك على “مطلب عادي” جدا متصل بتعديل بعض فصول قانون المالية الذي تحول بسحر ساحر وقدرة قادر وتخطيط مخطط الى مطالبة بحل المؤسسات الدستورية واسقاط النظام.. عند هذا التحول في تعميم التحركات الليلية وجذرية الشعارات والمطالب المطروحة انتبه الرأي العام الى ان ما يحصل ليس احتجاجا سلميا من جملة الاف الاحتجاجات التي تعج بها تونس الجديدة وتتكرر يوميا على قضايا وعناوين مختلفة وبدأ في فك شفرة “غزوات الليل” التي تبنتها قيادات الجبهة الشعبية منذ الساعات الاولى واستثمرت فيها سياسيا بخطاب عنيف وحدي عشره في موضوع الاحتجاج وتسعة اعشاره موجه لاستعداء حزب معين والتحريض عليه..
مع انطلاق اعمال الحرق والتخريب والنهب الليلي في اغلب جهات الجمهورية تحول الرأي العام الى حملة مضادة جوهرها فضح المتآمرين على امن البلاد واستقرارها ودعوة الدولة الى تحمل مسؤوليتها في حماية المرافق العامة وارزاق الناس.
حسمت المعركة ضد المخربين وخفافيش الظلام في ثلاثة ايام بجهد مشكور من الجهاز الامني اولا وبإلتفاف شعبي عفوي ضد الفوضى وبشعب فايسبوكي حي وفي منتهى جاهزية الوعي والفاعلية لمتابعة الاحداث لحظة بلحظة اختلف عموما في تفاصيل تقييم المستجد سياسيا ودرجة تحميل المسؤولية الاخلاقية والسياسية والقانونية للجهة السياسية الداعية للتحركات المسؤولة عنها واجمع تقريبا على مواجهة المؤامرة الليلية بالمتاح التواصلي.