وقاحة حزبية
عبد اللّطيف درباله
حتّى القلّة القليلة من الخجل لا يملكه حزب نداء تونس ولا بعض قياداته..
فعوض أن يتحمّلوا مسؤليّتهم عن فشل مرشّحهم في الفوز بانتخابات المقعد الشاغر بألمانيا.. وأن يحاسبوا أنفسهم.. وأن يتساءلوا لماذا لم يصوّت لهم ناخبوهم السابقون في سنة 2014.. ولماذا عزفوا أصلا حتّى عن الذهاب للاقتراع..؟؟
تراهم يتسابقون بوقاحة غريبة على تصريحات تحمّل حليفهم النهضة مسؤوليّة الهزيمة بدعوى أنّ قواعدها وناخبيها لم بذهبوا للاقتراع.. ولم ينتخبوا مرشّحهم المبجّل..
بمعنى أنّه في العهد السبساوي المجيد.. وفي الديمقراطيّة على قياس السبسي وابنه وصحبه من عيّنة برهان بسيّس.. يصبح من واجب الأحزاب المنافسة أوّلا أن تمتنع عن ترشيح أحد أعضائها لإفساح المجال لفوز منافسها.. وثانيا أن يصوّت أنصارها وقواعدها له بالقوّة (“بالسّيف”).. وإلاّ أصبح هذا الحزب “كخّة”.. وغير صادق.. وخارجا عن الوطنيّة.. بل وربّما “إرهابيّا” إن لزم الأمر عند الاقتضاء..!!!
ليس “أرخص” من برهان بسيّس القيادي بحزب نداء تونس الذي لم يخجل من التصريح علنا كتبرير لخسارة حزبه في الإنتخابات الجزئيّة بألمانيا بأنّ أنصار النهضة صوّتوا للفائز ياسين العيّاري.. إلاّ سمير ديلو القيادي بحركة النهضة الذي لم يخجل من التصريح علنا بأنّ من صوّت لمرشّح نداء تونس هم قواعد النهضة في محاولة لنفي عدم دعم حزبه للنداء..!!!
يعني قيادي بحزب حاكم يرى أنّه يجب أن ينجح في الانتخابات ليس بأصوات عامّة الشعب ولا بأصوات قواعده وأنصاره وإنّما بأصوات قواعد وأنصار حزب آخر هو أصلا منافس له.. وإلاّ بكى واشتكى واتّهم..
وقياديّ بحزب آخر حاكم هو أيضا يرى أنّ من واجب قواعد وأنصار حزبه أن يصوّتوا لمرشّح حزب آخر هو أصلا منافس له.. وإلاّ كان عليه أن يبرّر وينفي “التهمة”..!!!