فوز ياسين قوس طريف في يوميات السياسة
نور الدين الختروشي
أغلب التحاليل والاستنتاجات المستتبعة حول فوز العياري بمقعد ألمانيا بدون سند ولا معنى ولا دلالة واكثرها تهويما، ما ذهب الى ان جبهة انتخابية قادمة حول عنوان الثورة هي الافق المطلوب لحسم المعركة مع المنظومة القديمة او ما يسميها قاموس الكسل التحليلي “بالقوى المضادة” للثورة..
أصحاب هذا الاستنتاج السهل والمخاتل يثبتوا انهم لم يستخلصوا دروس فضيحة انتخابات 2014 وان كل المؤشرات تدل انهم سيكررون انتاج ضياعهم.
الانتخابات الجزئية في المانيا استثنائية وبدون رهانات وبدون تأثير على توازنات المشهد وفوز ياسين قوس طريف وربما مرح في يوميات السياسة ولكنه جملة غير مفيده في رسم الاستراتجيات وأرتياد المستقبل..
كلما أبتعدنا عن تهارج ثنائية ثورة / ثورة مضادة كلما كانت الرؤية أوضح فهذه الثنائية قد تعيد الحماس لمن ضعف ايمانه بالثورة وقد تعيد الامل لمن أحبطه المسار السياسي ولكن الاكيد لا تفيد في تفكيك عناصر المعادلة في مشهد سياسي مركب حد التعقيد يتحرك احيانا بعفوية واخرى بخطوط تأثير متشابكة بين الداخل والخارج في ديناميكية تشكل سائبة ومفتوحة على اكثر المخرجات عبثية.
ولكن الثابت ان الخارطة بصدد التشكل على قاعدة الديمقراطية وأفق التنافس على تحسين شروط الموجود الوطني لا على قاعدة “الحيرة التأسيسية” للثورة وبداياتها الصفرية ففضائحية نسبة المشاركة وعدد الاصوات التي فاز بها العياري رسالتها في عكس الاتجاه الذي فهمه من عاد مرحا ليرقص على معزوفة ثنائية الثورة والثورة المضادة.. فإذا كانت نسبة المشاركة تعبيرا عن يأس الجمهور من الخطاب السياسي السائد فالخطاب الثوري في مقدمة السائد الممجوج شعبيا..،
مهين لهذه الثورة ولدماء شهدائها أن يختارها 2 او 3 في المائة من الناخبين.
واصلوا التخميره…