محمّد بن عبد الله الرّسول الأميّ، عبقريّ الدّهر، فارس البشريّة جمعاء..
نضال السالمي
حين آمنتُ نهائيّا بالله سنة 2006.. وقرأتُ القرآن مرارا دون أن أكفّ عن البكاء في حين كان قلبي يدقّ بقوّة مذهلة.. كان القرآن إكتشافا مرعبا في حياتي: لقد كان طوفانا من الأنوار جرفَ كل حياتي القديمة إلى متاهات النّسيان.
أثناء ذلك تساءلت: طيّب ماذا لو كان القرآن كلامُ محمّد.. وأنّ محمّدًا هذا ليس نبيّا ولكنّه أحد قادة التاريخ الكبار لا أكثر ؟؟
حينها أعدتُ قراءة القرآن مجددا وكثيرا من تاريخ محمّد وقمتُ بمحاولة إيجاد ثغراتٍ ما وبمقارنات عديدة مع عظماء التاريخ.. فآنتهيتُ إلى أعظم نتيجة حسمت إيماني النهائي وللأبد:
— لو لم يكن محمّدا رسول الله.. لكان هو الله فعلا (أي الله متجسّدا في صورة إنسان).. بمعنى أنّ محمّدا وجدتهُ أعظم دليل حيّ على وجود الله.. ذلك أنّ حياته وأخلاقه وعظمته وأقواله وهذا القرآن.. كلّهم أكّدوا لي أمرا لا شكّ فيه: أن لا أحد من البشر يقدر على تقديم حياة زاخرة بالإستقامة والمعجزات والحكمة والصمود والنّجاحات دون الرّهان على قوّة فوق الخيال لتسنُدهُ وتنصره..
إنّ المتأمّل في حياة محمّد سينتهي حتما للإيمان بإلاه محمّد.. ذلك أنه من المستحيل أن يكون كلّ ما فعله محمّد في تاريخ البشر غير مسنود بأعظم قوّة ممكنة: الله.
هل يعني هذا إستنقاصا من قيمة الحبيب ؟؟
أبدا، فمن جهةٍ أخرى.. لم يكن الله ليختار من أجل أعظم رسالة إلّا أعظم إنسان في التاريخ: محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلّم.
طبعا.. عندما تعمّقتُ في فهم الحبيب سيّدي ورسولي وقدوتي وإمامي -برغم جبال التّقصير- نظرتُ حوله لعظماء التاريخ فرأيتُهُم مثل الحصى أسفل الجبال الشّامخات.
محمّد بن عبد الله.. عندما توقّفت الحافلة أسفل الجبل الّذي ينتهي في قمّته بغار حراء وقال أحدهم: هذا غار حراء.. ونظرتُ عاليا جدا.. فهمتُ كأعمق ما يكون أنّ من يصعد ذاك المكان الشّاهق ويبقى ليالٍ طويلة وأيّام رافضا عبادة الأصنام ومتسائلا عن حقيقة العالم.. لا يمكن لشخص هكذا إلّا أن يكون فارس الإنسانية إلى الأبد.. وساعتها فاضت عيوني بالدموع.. نزلتُ وأسرعتُ بحثا عن مكان أتخفّى فيه لأنّي كنتُ محتاجا أن أبكي بصوتٍ عالي: لقد كانت واحدة من لحظات حياتي الكبيرة.
سيّدي وتاج قلبي محمّد صلى الله عليه وسلّم.. حكاية لا تنتهي..