العالم أوسع وأكبرْ من فرنسا

منجي باكير
أوهمونا ونحن صغارا أنّ فرنسا هي أمّ الدّنيا ومنتهى الحضارة والتمدّن ومكمن العلم والتكنولوجيا،،، ولما فتحنا أعيننا وجدنا أنّ فرانسا ماهي إلاّ كذبة سياسية بامتياز بالنّسبة إلى كثير من بقاع ودول العالم،،،
لُغتها التي حرصوا على تعليمنا لها لا تكاد تُبين أمام لغات أخرى تدير السياسة والإقتصاد وتهيمن على الإتصالات والتّواصل العالمي وحضارتها تنتهي عند حدود إضاءة برج ايفيل وسياستها تعتمد فقط التهديد والضّغط على وكلائها في الاوطان الفرنكوفونيّة وصناعتها نحن أتباعها بالقسر فقط من يستهلكها ويثمّن جودتها ويضرب بها الأمثال،،،
العالم أوسع من فرنسا، العالم أكثر تمدّنا وتحضّرا وتصنيعا من فرنسا، عرفنا وعرفت كلّ شعوب العالم أنّ العالم أوسع من فرنسا إلاّ سياساتنا لم تستوعب الدّرس ولم تحيّن آليّات عملها وخصوصا لم تبادر بفكّ الإرتباط مع فرنسا ولم تسعى إلى استقلاليّة التوجّه الإقتصادي والسياسي فبقيت ترزح تحت هيمنة (الغول) الفرنسي وبقيت تزيد من الإرتهانات لفرنسا…
فمتى تنضج سياساتنا وتفتح نوافذها للشرق المُشرق وتمدّ نظرها الى الغرب الصّناعي والتكنولوجي… متى تؤمن سياساتنا بان فرنسا (بابورها صفّر) وأنّها ليست نهاية العالم وليست كعبة السياسة ولا الإقتصاد ولا التطوّر المعرفي والصناعي التكنولوجي، فقط هي (بوليس) نمطي إستعماري يتحكّم في هيمنة وسخة في مستعمراته القديمة ولعلّ أكبر دليل عندنا أنّهم وضعوا بيننا مُقيما عاما -سِيڥــيل- يعسّ علينا ويشاركنا بلادنا صباحا مساء ويوم الاحد، يجوب البلاد طولا وعرضا بلا رقيب ويتدحّل في -الشقيقة والرّقيقة- بلا تحفّظ !؟؟؟