نتمايز دون أن ندعي تفاضلا…

نور الدين الختروشي
لا شك عندي ان التوافق عند النهضويين اعمق في وعيهم السياسي من فكرة الضرورة كما لا شك عندي انه عند خصومهم التاريخيين اكراه سياسي مرحلي مفروض بضغط اللحظة الوطنية والاطراف الخارجية المتحكمه في مسارات تطورها..
ولا شك عندي ان البراكسيس والتجربة بصدد تجذير القناعة لدى قطاع كبير من النخبة من داخل دائرة التوافق ومن خارجها بأن التسوية التاريخية بين تيار المعاصرة بتعبيراته اليسارية المتطرفة وتعبيراته الليبرالية الوسطية وتيار الاصالة بتعبيراته الاصولية والوسطية هي الافق الوحيد الممكن في المدى القريب والمتوسط والبعيد وان التضحية بمبدأ التعايش على المشترك الوطني يعني ببساطة مفزعة المقامرة بالمصير العام..
توافق النداء والنهضة وبقطع النظر عن تقييمه من جهة “صلوحية استهلاكه” او نجاعته السياسية ستسجل له ذاكرة تاريخنا السياسي انه انطلق كمناورة على فرضية التحارب الاهلي فاكتشف ان قيمة التعايش من جهة وحيلة التسوية من جهة اخرى روافع تكوينية للعقل السياسي تونسيا..
مكسب الاكتشاف التاريخي لهذه الحقيقة هي ما وشحت جبين الوطن بجائزة نوبل كشهادة كونية على ان هذا البلد متمرس على الحفاظ على خصوصيته كجماعة سياسية مكتملة في عناصر وجودها واستمرارها وهو مالم تثبته بقية بلدان الربيع العربي..
هنا نتمايز دون ان ندعي تفاضلا… افخر دائما انني من هذا التراب.