إلى السادة الأطباء، مع التحية
الطيب الجوادي
نصحوني بالتوجه اليه دون غيره وأكدوا لي :سومو غالي، أما “كومبيتان” (كفؤ)
قصدته صباحا فوجدت قاعة الانتظار تغص بالمرضى، فأقنعت نفسي بحسن اختياري، وصرخت أعماقي:
“بالتاكيد، هذا طبيب دمدوم، وإلا ما قصده كل هؤلاء المرضى”
بعد ساعتين من الإنتظار، جاء دوري، استقبلني ببشاشة وطلب مني أن أتمدد على سرير الفحص، وجدته كهلا وقد خط الشيب رأسه فازددت اطمئنانا لخبرته وكفاءته، راح يقيس الضغط ودقات القلب، وغير ذلك من الامور الاعتيادية، مقطبا جبينه مرة منطلقا مرة أخرى، وفي كل مرة يطلب مني ان أكح او أستدير او أخرج لساني او انزع ثيابي، او اتنفس بقوة، ثم طلب مني أن ارافقه حيث مكتبه حيث سجل عمري ووزني، سألته عدة مرات “ماو لباس دكتور؟” ولكنه كان يتجاهلني تماما، ثم كتب وصفة الدواء دون ان ينبس بشفة وودعني مسلما، دفعت ستين دينارا للسكرتيرة، وخرجت لا الوي على شيء، اقتنيت علبة الدواء بخمسين دينارا، وركبت دراجتي وعدت للمنزل، فتناولت حبة دواء من العلبة واستلقيت أشاهد فلما وثائقيا، وبعد ما يقارب العشرين دقيقة شعرت بدقات قلبي تتسارع بشكل مخيف وعرق بارد يغمرني فشككت في الامر، فقمت بقيس دقات القلب بجهاز شذا ابنتي، لأجد انها بلغت 108 في الثانية! اتصلت بالطبيب بالهاتف فكان جوابه بكل بساطة: غدوة ارجعلي توة نبدلك الدواء!
قصدت طبيب العائلة على الفور، فطلب مني ان اتمدد بعض الوقت ليراقب الأمر، والحمد الله عاد النبض الى وضعه الطبيعي بعد ساعتين!
في اليوم الموالي قصدت نفس الطبيب المختص ولمته بحدة لانه لم يحذرني من التأثيرات السلبية للدواء ولم يكلف نفسه ان يسألني هل أتناول ادوية أخرى تتعارض مع الدواء الذي وصفه لي، فراح يكتب لي دواء آخر دون ان يرد علي، طبعا ألقيت بالوصفة وقصدت طبيبا آخر، وصف لي دواء… يؤدي الى الرغبة في النوم طيلة الوقت.
وربي يهدي
الطيب الجوادي