الأربعاء 25 يونيو 2025

سي قارو (11)

سمير الجدي
السيجارة وشركاؤها
أن لا يقع تحريم هذا الغول المدعو ”نيكوتين” -من الجانب القانوني- له طبعا سبب واحد، إنه يمطر أرض الخزينة الجافة للدولة بالمال. فمن اختار أن يحرق ماله في السجائر فلا بد أن يتحمل مسؤولية النفقة على السيجارة وشركائها، مثل علية ذات مذاقات مختلفة، أو قيادة السيارة ليلا أو نهارا لتأمين المؤونة اللازمة حينما ترى آخر سيجارة في علبتك وتضرب على مقدمة رأسك ”إجري يا مزمر إن شاء الله مازال حماص محلول” وخاصة أصحاب عادة شرب بنت العنبة فهم أحوج إلى ذلك من غيرهم لتغيير الطعم المر للعنبة وبناتها. فلهم شكر غير مباشر من الدولة على تفانيهم في إرواء جفاف الخزينة ولو على حساب أنفسهم وعائلاتهم. أنظر معي كم من عادة سيئة سوف يتخلى عنها المدخن إذا ما قرر التخلي عن علاقته الغرامية مع السيجارة.
لقد فعلت خيرا في ملابسك
راعي البقر على فرسه وهو يدخن سيجارته كانت صورة جميلة نراها في كل مكان. ولكنك حينما تتذكر حرارة الطقس في ”الوستيرن” ورائحة البقر، والحشرات اللاسعة فسوف تنسى متعة تلك السيجارة، فقط يبقى في ذهنك شيء واحد: رائحة ملابسك بعد التدخين.
تغير ملابسك وترمي بها لكي تغسل -أو تغسلها بنفسك- والأسوأ من ذلك كله حينما تتمعن في وجه زوجتك وهي تريد غسل ملابسك فسوف تكره اليوم الذي أعجبت فيه براعي البقر. سوف تقضي على عادة سيئة في البيت وهي كثرة نزع اللباس وغسلها، إنزع واغسل، إنزع واغسل… أنظر كم ستوفر من المال وحماية الطبيعة من جراء الماء المتسخ. وأهم توفير هو أعصاب زوجتك حتى تسترجع ابتسامتها عند غسل ملابسك التي لا تشتم فيها رائحة التدخين بعد اليوم.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

سي قارو (9)

سمير الجدي هل لاحظت في الأيام الأخيرة كيف أن الأجواء في العمل من حولك تتحسن …

سي قارو (8)

سمير الجدي وداعا أيها السعال لنكن واقعيين، فالتدخين مضر بالصحة. بكلمات أخرى: التدخين طاعون يصنعه …

اترك تعليق