السّيسي يضيف بندا جديدا إلى حقوق الإنسان
صالح التيزاوي
في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات كثير من الدّول والهيئات والمنظمّات الحقوقيّة في العالم منتقدة الوضع المزري للحقوق والحرًيات في مصر منذ الإنقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتّاح السّيسي على حكم الرّئيس محمد مرسي، المنتخب ديمقراطيّا من الشّعب.
في هذا الوقت، يواصل السّيسي المنقلب على الشًّرعيّة بتحريض وتمويل من رأسي الثّورة المضادّة في العالم العربي: “آل زايد وآل سعود”، يواصل (كغيره من الحكّام العرب المستبدّين) سياسة الهروب إلى الأمام. حيث أعلن عن إضافة “حقّ جديد” لحقوق الإنسان “حقّ مقاومة الإرهاب”. هل يعني هذا أنً الشًعب المصري أصبح في “بحبوحة” من الحقوق والحرًيات تحت حكم العسكر؟ منذ أيّام فقط وقعت ألمانيا وإيطاليا وكندا على بيان مشترك تنتقد فيه نظام الإنقلاب بسبب اعتقال النّاشط الحقوقي “إبراهيم حجازي”. ولكنّ البيان لا يشير إلى آلاف المعتقلين في ظروف غير إنسانيًة تشبه إلى حدّ كبيرّ تلك المحتشدات التي أقامها النّازيون لخصومهم.
ثلاث دول تصدر بيانا لأجل معتقل واحد (وهذا جيّد) وتتجاهل آلاف المعتقلين بسبب أفكارهم الإسلاميّة، وهذه عنصريّة وازدواجيّة معايير في التّعامل مع حقوق الإنسان، مازالت تغري النّظام الإنقلابي بمزيد من الإنتهاكات. لقد أصبحت مصر معتقلا ترتع فيه الشًرطة والعسكر ويرتكب فيه التّنكيل والمجازر والقتل خارج القانون. واقع مرير ومستقبل قاتم دون أدنى أمل في التّغيير مادام السيسي قد أحكم قبضته على سلطة لن يحول بينه وبينها إلّا قضاء اللّه وقدره. يحاول النّظام الإنقلابي أن يغطّي على أوجاع الواقع بوهم جديد يقدّمه للمعذّبين في أرض الكنانة وهو “حقّ المواطن في مقاومة الإرهاب”، بعد أن أكل كلّ حقوقه ولم يبق منها على شيء.