الخال عمار جماعي
“جانا السابع من نوفمبر، في ديسمبر.. كانا في سبتمبر خير”
أنا من جيل الاختناق المأخوذ بهاجس “ضياع المصائر” المتوقّع، واحتمال الأسوأ في كلّ حال.. لأنّي من الذين أطلّوا على أقبية الرعب وأخذوا بعض نصيب من “مكرماتها”!! توّجت الزمن البورقيبي بـ”محتشد الصحراء” وبدأت عهد “السابع” بمطاردة أخي وتهديدي بقطع رزقي وتجويع عجوزين لي على هرمٍ ! “رانا نضيّعوك” هي الجملة التي كلّما سمعتها قلت مرتجفا: “يا ضياعكم من بعدي !”.. ومرّت سنوات أعجف من “خطاب الرئيس الميكانيكي”.. لا زرع ربا ولا ضرع درّ، إلا احتساب السلامة وانتظار الفرج وأكل “الخبز الحافي”!!.. كان الشعب مخصيّا يتجسس على القصر من ثقب الباب فيسعد بالاستمناء وكرة القدم !!…
في مثل هذا اليوم، كنّا نختفي في البيوت حتى لا يرانا مخبر منتفخ الأوداج بأسياده فيبول علينا.. كنّا نكتم الأنفاس حتى يمرّ اليوم ويبكي بعضنا قهرا.. لن أنسى أحدهم في غمرة الثورة وهو يعضّ إسم الرئيس في رخامة ويبكي !!.. كان “السابع من نوفمبر”!!
أصبحنا في السابع عشره من ديسمبر أسياد أنفسنا فكسرنا عظمهم وأدخلنا عصا في مؤخرة رئيس الشعبة ولجان التنسيق.. فسحقا لهم ولكبيرهم ولأمّهم الزانية.. وموتا لأزلامهم وذيول الردّة وكلابهم السائبة..
أحد المجانين كان يردّد “جانا السابع من نوفمبر، في ديسمبر.. كانا في سبتمبر خير ْ” فكان يسعدنا القول.. ولا يفهمه المخبر.
يعيش أهل بلدي…
“الخال”
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.