تدوينات تونسية

المسكين، علاش ماماتش ؟!

أحمد الرحموني
رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء
في رواية حقيقية -يمكن ان نضمها لما يسمى “نوادر القضاء les perles de la justice”- وقفت احدى المحاميات -منذ ايام- امام جلسة الدائرة الجنائية لاحدى محاكم العاصمة، وكان عليها ان ترافع في حق موكلها المحال على تلك الدائرة من اجل محاولة القتل العمد. ومن جملة الوقائع الثابتة ان المجني عليه قد اصيب بتسع طعنات توزعت على انحاء جسمه وخصوصا في جزئه الاسفل ومع ذلك لم ينته به القدر الى الموت !.
ورغم كل ذلك يبدو ان المحامية -التي لم تنكر الوقائع- قد ارادت (فيما يشبه المعجزة !) ان تثبت “لعدالة المحكمة” ان موكلها لم يقصد القتل وهو ما ينفي تبعا لهذا الافتراض عدم وجود اية نية للقتل. وتأكيدا لذلك قالت امام دهشة الجميع: “اكبر دليل على عدم وجود الركن القصدي (للجريمة) هو ان المجني عليه لم يمت ! (علاش ما ماتش؟!) ” قبل ان تضيف قولها: جناب المحكمة، لماذا 9 طعنات؟ منوبي كان يستطيع ان “يعطيه” 10 او 11 او 12 طعنة لكنه اكتفى بذلك !”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock