مخيمات للاجئين الأفارقة في جنوب تونس
هايدا لمام
في تصريح له لدى صحيفة Die Welt الألمانية قال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أن قرار إنشاء مخيمات في جنوب تونس للاجئين القادمين من إفريقيا سيقابل بالرفض الشديد خاصة من طرف الراي العام التونسي..
هذا الخبر الذي تداولته عديد الصحف الألمانية الأخرى إن دل على شيء فهو يدل على أن هناك مساعي حثيثة من قبل الاتحاد الأوروبي لإقناع الحكومة التونسية بقبول هذا القرار قد تصل والله أعلم إلى حد الابتزاز، أي قبول هذا مقابل تقديم المساعدات في مجال السياحة وحتى الاستثمار وغيرها خاصة وأن بلادنا تعتبر الاتحاد الأوروبي هو شريكها الأول ونسبة التعاملات معه تصل إلى 80 بالمئة..
في المقابل لم نرى او نسمع عن هذه المشاورات في وسائل الإعلام التونسية وكأن هذا الأمر لا يهم الشعب التونسي البتة..
علما وأني قد أشرت في منتصف شهر فيفري الفارط إلى احدى الإذاعات التونسية وإثر قدوم رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد إلى برلين بعد العملية الإرهابية التي وقعت في سوق رأس السنة الميلادية والمتهم فيها اللاجئ التونسي أنيس العمري (الذي اتضح مؤخرا وحسب الصحافة الألمانية دائما، أنه كان مرفوقا بعميل لإحدى أجهزة الاستخبارات الألمانية طيلة الفترة التي سبقت فعله الشنيع)، حيث أشرت إلى ما تخفيه تلك الزيارة عن السبب الحقيقي، وهي هذه المشاورات التي بدأت تطفو على السطح ولم يصرحوا حينها للإعلام التونسي إلا عن مشكلة ترحيل التونسيين الغير شرعيين والتي بالفعل تم تقديم مساعدات مالية لتونس مقابل ترحيلهم لإنشاء مراكز تكوين مهني لهم وهنا أردت تسليط الضوء على هذه النقطة وفي ماذا وكيف صرفت هذه المساعدات خاصة ونحن نعيش هذه الأيام على خبر جحافل قوارب الموت التي عصفت بشباب بلادنا اليائس الفار من جحيم الفقر والفساد المستشري في تونس والمتطلع إلى حياة أفضل في أوروبا.
وللإشارة فقط فإن الإستعمار إسما وشكلا كان قد تطور عبر التاريخ بغرض تحقيق أكبر قدر من المرابيح بأقل تكلفة، فكان تحت مسمى الاحتلال في الجزائر والحماية في تونس ثم تحول إلى انتداب في أرض الشام وبعد ذلك أتت عصبة الأمم بقرار الوصاية الدولية، فهل نعيش اليوم الإستعمار تحت مسمى الشراكة؟؟
وما محل إعراب وسائل إعلامنا ويسارها المستأسد من كل هذه التطورات والقضايا؟
أم هم أسود علينا وفي الحروب نعام؟؟