عبد اللّطيف درباله
يعني يريدون أن نعتقد بأنّ “هيبة الدولة” في العهد السبساوي المجيد عجزت عن التصدّي لأقلّ من عشرين شخصا تصدّوا لدخول رئيس جمهورية سابق ورئيس حزب سياسي حالي إلى مقرّ إذاعة محليّة بقلب مدينة المنستير ؟؟؟!!!
يعني رئيس جمهورية ورئيس حكومة ووزير داخلية وأمن وحرس.. كلّهم عجزوا عن تأمين مجرّد دخول ضيف لإذاعة لإجراء حوار صحفي رغم أنّ من يفترض أنّهم حاولوا منعه كانوا قلّة محدودة جدّا.. ثمّ يريدون أن يصدّق الشعب التونسي أنّ هؤلاء قادرين مع ذلك على محاربة الفساد والإرهاب والجريمة العاديّة والجريمة المنظّمة والتهريب…؟؟؟!!!
ما حصل مع المنصف المرزوقي في المنستير يثبت بأنّ السلطة في تونس سارت خطوة جديدة إلى الوراء في الممارسة الديمقراطيّة.. ضمن خطواتها العديدة والنشيطة والكبيرة التي تتعمّد دولة السبسي وجماعته القيام بها منذ استرجاع المنظومة القديمة المرسكلة للحكم بُعَيْدَ انتخابات 2014.. ووصلت اليوم.. وبعد ما فرضوه خلال السنوات الأخيرة من حصار إعلامي لمعارض شرس لهم.. وصلت إلى التخطيط لمنعه من التواصل مع الإعلام ودخول مقرّاته.. أو على الأقلّ التواطؤ المفضوح في ذلك.. والذي وقع ترتيبه على ما يبدو مع إذاعة “الرباط اف ام” نفسها كما يمكن استنتاجه من الوقائع..!!!
فبحيث.. السؤال الآن هو: هل ستعرف تونس فعلا انتخابات ديمقراطية جديدة مستقبلا ؟؟؟!!!
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.