الأربعاء 15 أكتوبر 2025
زهير إسماعيل
زهير إسماعيل

لا أفق لخطاب المظلوميّة

زهير إسماعيل
نشأنا، في بيئتنا الأولى، على أصداء مظلومية اليوسفيّة: كان لنا أقارب من ضحايا لجان الرعاية والقمع البورقيبي الذي سبق وصول بورقيبة إلى الحكم. وكان لنا أهل من ضحايا دولة بورقيبة فيما سمّي بـ”الفتنة اليوسفيّة”. ويسمّيها اليوسفيّون “الحركة التصحيحية”.
وحين خرجنا إلى مقتبل الشباب، واصل أهلنا همسهم بأنّهم يوسفيّون، ولكن لم نتبيّن أيّة فكرة. فكيف لا تخلّف الآلام العظيمة فكرةً عظيمةً؟
فيما بعد، عرفنا يوسفيين ولم نعرف اليوسفيّة. ولو كانت اليوسفيّة فكرة ومسارا للتحرر ربما لم تكن هناك حاجة إلى ظهور جماعات يساريّة وإسلاميّة راديكاليّة. حتى البورقيبيّة لم تكن فكرة، في مرحلة الحركة الوطنيّة، والذي نحت محدّداتها العامّة هو الدولة وعنفها على مدى ثلاثين عاما.
اليوسفيّٰة خلّفت مظلوميّة، والبورقيبيّة خلّفت غبنا اجتماعيّا. وتبدو أعراض الصراع البورقيبي/اليوسفي ماثلة في كل مفردات مشهدنا السياسي والاجتماعي (داخل الأحزاب أيضا). حتّى لكأنّنا، بعد سبع سنوات، لم نخرج من منطق “خطاب المظلوميّة في مواجهة الغبن الاجتماعي”، فقد عشنا التأسيس “خطابا” ولم نعشه شروطا.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

زهير إسماعيل

ثأر من الثورة والمقاومة *

زهير إسماعيل احتلّت قيمة الحريّة المركز في أدبيّات حركة التحرّر الوطني الفلسطيني، وارتبطت بتحرير الأرض …

زهير إسماعيل

المقاومة المنتصرة بلا غطاء

زهير إسماعيل المقاومة المنتصرة ميدانيا بلا غطاء سياسي عربي وإقليمي انكسارات متتالية لجيش الكيان في …

اترك تعليق