تدوينات تونسية

الشرير الأصلي

كمال الشارني
سأنطلق من فرضية أني أنا كاتب هذه الكلمات هو الشرير الأصلي:
ميزانية الدروس الخصوصية في تونس مليار دينار، ميزانية وزارة التربية كلها بجيوش الموظفين والمنظفين والعساسة والعملة والحضائر والإطارات التربوية العاملة والهاربة من العمل: أربعة مليارات وثمان مئة مليون دينار، ورغم ذلك، هناك مئات المدراس التي لم تبدأ العمل بعد بسبب غياب المعلمين والأساتذة، رقم مليار دينار لا تدخل فيه كلفة التعليم الخاص، تم تصور ميزانية الدروس الخصوصية باعتبار 40 دينارا شهريا للتلميذ وهو رقم لا يثير اهتمام أي معلم ثم إن الكثير من التلاميذ يتطلبون ثلاثة دروس خصوصية وهي ضرورية لكي يكون التلميذ في العشرة الأوائل، أو على الأقل ينجح بمعدل معقول.
وكثيرون يرجحون أنها أكثر من مليار دينار سنويا، وهي في شكل تصاعدي، يعني العام القادم قد تصل إلى مليار ونصف مثلا، وربما، تنقص ميزانية التعليم العمومي في الأثناء في إطار التقشف، للننطلق من أن هذه الصورة شريرة تكره التعليم العمومي وتكن له الشر، لكن لنأت إلى الخلاصة التي يعمل الجميع على دفعنا إليها:
• أن تدرس أبناءك في القطاع الخاص أفضل وأوضح، حيث لا توجد دروس خصوصية أصلا.
• أن تدرس أبناءك في القطاع الخاص لأنه لا يوجد أي صراع هوية حول الإصلاح المدرسي بل تنافس على أفضل البرامج المدرسية، دون أية دروس خصوصية.
• أن تدرس أبناءك في القطاع الخاص يعني ضمان حفظهم داخل محيط المدرسة في أوقات فراغهم وأن لا يبيع لهم أحد مخدرات أو حلويات فاسدة أو ملاوي أو سجائر، وأن لا يصبحوا عرضة للمنحرفين الذين يفتكون هواتفهم وأموالهم.
• أخيرا، أن تدرس أبناءك في القطاع الخاص يعني أنه ليس هناك إضرابات ولا أي شكل من أشكال الانقطاع عن التعليم، دون اعتبار استثمار أوقات فراغ أبنائك وحتى أوقات فراغك أنت في تعليمهم الموسيقى والفنون.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock