ذبــاب.. الـ”زُنّـــارٌ”
عبد القادر عبار
أيُعْقَلُ ! أن يكون على رأس مؤسسة عريقة ذات تاريخ وهيبة، والتي هي بمثابة ذاكرة الوطن وعقله بما تمثله من المخزون المرجعي الفكري والثقافي للبلاد.. أن تكون على رأسها مسئولة لا ترقب في الأخلاق ولا القيم ولا في الأذواق إلاًّ ولا ذِمّة.. تقدّم نفسها كخبيرة إستراتيجية ورائدة حداثيّة متطرّفة في فُحش الأطروحات، و سيّء المقترحات ودناءة الاهتمامات وركيك الاستفزازات، دون اعتبارٍ لأصالة الوطن، ولا لثقافة البلاد، ولا احترامٍ للذوق العام ؟..
ولكنه الزمن الرديء الذي تمخّضت عنه ثورة لم تكتمل بعد والذي بات يفاجئنا في كل يوم بغرائب وعجائب تجعل الحليم حيران !!
امرأة تصرّ على اغتنام أحداث ومناسبات لتمدّ عنقها تطلب المبارزة مع كل أصيل وصالح، وتفتح لسانها بمخزون البذاءات، متطاولة على القديم والحديث والثابت والمتحوّل وعلى الناسخ والمنسوخ من قيم المجتمع وأخلاقه وعُرفه وعاداته. وتوزّع التّهَم على كل محافظ وشريف وعلى كل مؤمنة وعفيفة.
ومن آخر ما صدر من قمامتها الفكرية وليس أخيرا، وحَفرتْه على جدارها الفيسبوكي المائع دعوتها النشاز وطلبها الفاضح للتونسيين والتونسيات بالخروج والتلاقي والتجمهر في الطريق، ليس من أجل الاحتجاج على الوضع المتردّي اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وإعلاميا، أو من أجل نصرة مظلومين، ولكن من اجل الاستمتاع الحرام بتبادل القبلات المجانية بمناسبة عيد الحب!.. قالت الفقيهة (؟) “أدعو التّونسيّين والتّونسيّات الأحرار إلى الاحتفال بالحبّ وإلى تبادل القُبل في الأماكن العامّة”.
فعلاً صدق من قال: من الحداثة جنون ومن الاستهتار فنون.. و”عِشْ رجَبًا ترَ عجَبًا”، كما يقول المثل.
العقلاء يقولون: لا يمكن أن تكون هذه المرأة /الظاهرة.. سويّةً.
وقال صاحبي: كلما أراها أو أقرأ تفاهاتها أتذكر نوعا من ذباب مُقرف ومرفوض (يدَرِّهْ الخواطرْ) يسمّى “الزُنّار” وهو ذُبابٌ صِغَير يكون في الحُشُوشِ والمزابل النتنة.
نسال الله سلامة الوطن وحفظ أهله من هيجان الزُّنّار وفحش الأطروحات.