تدوينات تونسية

عبد الله المرهز.. يفعلها !

الخال عمار جماعي

…وعبد الله المرهّز يسكن حيّا شعبياً جداً.. ويشكو من حصاة في مُجراه، ينحبس بوله او ينزل قطرات فيجد في ذلك سمّ الألم دونه ألم دفع فواتيره المتخلّدة بذمّته!.. ولمّا هطلت هذه الأيام وشاعت بعض الرطوبة عاودت عبد الله الآلام.. ولم يصبر. قالت له الزوجة ذات الأرداف: “أين تذهب في هذا الهطل ؟” قال: “المستشفى.. فقد تحرّكت الحصى”.. قالت: “لا تنس أن تشتري لنا بصلا..”.

صعد عبد الله الطريق وشقّ عليه أن يتحمّل بلل الرّجلين في الحذاء رغم مساميره المدقوقة جيّدا منذ عام. ولكنّ مطر العاصمة لا يعبأ بالأحذية والبالوعات.. والحكومة لا تنجز مشاريعها إلاّ في صحو الصيف حين يلبس النّاس الخفيف من الألبسة والأحذية فلا ترى فصلا غيره !!.. لعن عبد الله الحكومة حين أشرف على الشارع الذي يؤدي إلى المستشفى فوجده بِركة وطَمْيا وغثاء بالوعات.. غمغم: “كيف نضع مستشفى في وهد أو مصبّ؟!.. وهذه الحصى الكلبة تعذّبني.. والزوجة لا تفكّر إلا في البصل!!”.. دار عبد الله من طريق آخر وقد ابتلّت ثيابه فبدا كفرخ دجاج. ألقت عليه سيارة نصيبا من وسخ الماء الجاري فأفحش في لعنه.. وجد عبد الله المرهّز الطريق الأخرى مغلقة بلافتة حديدية: “إنتبه أشغال !”.. المطر العاصميّ لا يقرأ حسابا للأشغال ولا يساعد الحكومة.. مرّ بشيخ -والحصاة تزيد من تجريح مجراه- يرفع يديه ويجهر بالحمد على نعمة الغيث “النّافع”.. سأله عبد الله عن طريق سالم للمستشفى فأشار عليه بأنه عليه أن يعبر لوسط المدينة ليأخذ من هناك حافلة.. فالطرق كلها “مبلّعة”.. ظلت هذه الكلمة تتردّد في أذن عبد الله المرهّز وهو يضغط على جنبه فقد انتفخت كليته وانتشر الوجع..

وجد عبد الله نفسه في شارع الزّعيم… صرّ أسنانه وقد امتلأت مثانته تماما تذكّر “معجزته” في كتابة إسمه ببوله.. سار نحو “صنبة” الزعيم.. رفع ثوبه المبتلّ حلّ حزامه.. وبال على الزّعيم وحصان الزعيم وتحية الزعيم.. وانقذفت الحصى بعيدا.. تلقّف عبد الله أنفاسه وشعر براحة لم يشعر بها من قبل.
هرع نحوه البوليس الوطني جدّا.. في التحقيق، سألوه: “لماذا لم تبل على صنبة إبن خلدون ؟!”.. قال: “خجلت منه !!!”.
” الخال عمار جماعي “

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock