إسماعيل بوسروال
موسم الحج 1438 هجري /2017 ميلادي
في ما معناه “المتاجرة بالدين”
تقوم شركة الخدمات والاقامات التونسية بتهيئة الظروف الملائمة للحجيج التونسيين وسنتطرق في المقال الى “الاقامة”.
1. التونسيون في مكة المكرمة
تعتبر الفنادق التي تسوغتها الشركة التونسية في مكة المكرمة اقامة جيدة و قد توفقت في اختيار النزل حيث كانت ممتازة كما انها قريبة جدا من الحرم المكي. فنادق رمادا دار الفائزين وبدر الماسة والفجر البديع نالت رضى الحجاج ووجدوا راحتهم فيها.
كانت اقامتي في نزل رمادا دار الفائزين حيث كانت الخدمات على درجة عالية من الامتياز من جميع النواحي ادارة واعوانا، استقبالا واحاطة وتنظيما وعناية بالنظافة… وفي هذا النزل اقام رئيس الحكومة الاسبق سي الحبيب الصيد الذي تبادلت معه احاديث سياسية طريفة تمنيت انني استأذنت منه لتسجيلها… واقام في نفس الفندق الوزير سي عماد الحمامي الذي لم التق به ولكن رفاقي (ضمن فريق الحج الذي كوناه) قابلوه وتحدثوا معه وشكروا له تواضعه وطيبته وحسن اخلاقه… كما زار نزل رمادا وزير الشؤون الدينية سي احمد عظوم -اكثر من مرة-… اجريت معه حوارا ونقلت ملاحظات موضوعية تهم التنظيم ورغم ان الحوار تم تصويره من الفريق الصحفي المرافق للوزير الا انه لم يتم تنزيله على صفحة وزارة الشؤون الدينية… واتفهم ذلك لان فيه ما يخص الجانب التونسي وفيه ايضا ما يعود الى الجانب السعودي رغم انني حرصت على اختيار العبارات المهذبة واللطيفة.
2. الاقامة في المدينة المنورة
اقمت في المدينة المنورة في نزل “جوهرة الخزامى” وهو نزل فخم شكلا (5 نجوم) ولكنه اقامة رديئة على جميع المستويات… وهنا تصح عبارة “المتاجرة بالدين”… تلك العبارة التي يستخدمها الشيوعيون التونسيون في غير محلها.
غرف صغيرة لشخص واحد او لشخصين كحد اقصى تم حشر الحجيج فيها بالخمسة حيث لا توجد 10 صم للتحرك… فضلا عن استخدام بيت حمام واحدة لخمسة اشخاص يحتاجونها للوضوء.
اما خدمات النظافة والصيانة والعناية والتعهد فلا اثر لها مما يضطرنا الى البحث عن اعوان الادارة ليكلفوا العمال بمهمة ما… فارق كبير بين الاقامة في مكة المكرمة والاقامة في المدينة المنورة بسبب الرغبة الواضحة في التجارة والربح واستغلال ظروف الحج بشكل متوحش.
يضاف الى ذلك “المتاجرة بفطور الصباح” حيث يتكون من قطعة خبز وقطعة جبن وقطعة زبدة وقطعة معجون وياغورت وبيضة وقهوة… تقريبا لا يتجاوز دينارا ونصفا بالعملة التونسية مع التذكير بان فطور الصباح كان نقطة سلبية نوعا ما في نزل رمادا في مكة بسبب طغيان الحلويات والسكريات على مكوناته ولكنه يبقى افضل ولو قليلا من فطور الاقامة في المدينة المنورة.
لقد بالغت شركة الخدمات في المدينة المنورة في (المتاجرة بالدين) وارادت ان تسجل الارباح على حساب كرامة الحجاج وراحتهم.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.