يوميّات حاج تونسي (3)
إسماعيل بوسروال
موسم الحج 1438 هجري /2017 ميلادي
النفير من عرفات الى المزدلفة يكشف “تخلف” العالم الاسلامي عن الحضارة المعاصرة
الحج عرفة… هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قام الحجيج التونسيون بادائه على الشكل المطلوب بتأطير من بعثة الشؤون الدينية وبمشاركة ايجابية من المرافقين التابعين لشركة الخدمات.
نقطة ايجابية نسجلها لاننا نسعى لاصلاح اوضاعنا فنثمن المجهود الموفق وننبه الى الاخطاء التي وجب تداركها.
وقد تعلقت مظاهر التخلف الحضاري بالجانب التونسي كما بالجانب السعودي.
1. تخلف حضاري “صنع في تونس”
بعد وقفة عرفات والتوجه بالدعاء الى المولى العلي القدير… والتي كانت منظمة وموفقة… (تقبل الله من الجميع)… لم تعد شركة الخدمات تصورا لخطة النفير سوى انهم طلبوا من الناس “الصبر” وبقوا محشورين بين ابواب مغلقة وتدافع قادم من الخلف كاد يسبب كارثة.
غياب خطة محكمة تتمثل في تجنب الخروج الجماعي المتزامن لعشرة آلاف حاج نحو الحافلات دفعة واحدة… مع تسجيل تيقظ المشرفين الى تجنب النفير في نفس الحين مع حجيج البلدان الاخرى.
اذن كانت الخطة تتطلب التفويج اي الصعود الى الحافلات على افواج وعلى دفعات.
2. تخلف حضاري “طبع العالم الاسلامي”
لا يوجد اي “عقل” قام بتنظيم وقوف الحافلات… لقد رايت حافلة تونسية بجانبها اخرى مصرية وبقربها سورية وعلى شمالها سودانية مما يعني ان حجيج هذه الشعوب سيتدافعون في هذه المساحة الضيقة من اجل الظفر بمقعد يساعد على استكمال المناسك.
على ان الوضع يكشف تخلف “العقل” في العالم الاسلامي حيث لم الاحظ وجود مرآب مهيأ لوقوف الحافلات حيث رايت حافلات توقفت في ربوة واخرى في هضبة واخرى في وادي واخرى في سهل.
معاناة الحجيج تتضاعف عندما يجد الحاج نفسه في حافلة لا يوجد فيها لا مرشد ديني ولا مرافق من شركة الخدمات… سائق من مصر او الفليبين او الهند او تايلاند لا يتكلم العربية ولا الفرنسية وعدد منهم لا يعرف المكان المقصود وليست له فكرة عن المناسك اذ عليه ان يتوقف في المزدلفة لاداء صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا.
ادى هذا الخلل الى تاخر وصول بعض الحافلات حيث قضى بعضهم 16 ساعة ليصل الى منى، بالاضافة الى انزال الحجاج في اماكن بعيدة عن مخيماتهم وتعقيد وضعياتهم.
تنويه 1 : 173 مرافق مقابل 240 حافلة.
تنويه 2 : عدد من السواق سالتهم قالوا لي انهم يدخلون الى هذه الاماكن لاول مرة… نعم لاول مرة.