الباجي قايد السبسي يتّجه لتأسيس مبدأ سياسي جديد
عبد اللّطيف درباله
الباجي قايد السبسي يتّجه لتأسيس مبدأ سياسي جديد هو أن لا يقع تنظيم انتخابات إلاّ إذا اطمأنّت السلطة الحاكمة تماما لكسبها..!!!
وهو مبدأ سبق وأن تجاوزته أنظمة بورقيبة وبن علي بفضل القدرة على تزييف الانتخابات وإقصاء المعارضة السياسية الفاعلة من دخولها.. ممّا أغناهما عن تأجيلها سابقا.. وهي الأشياء التي أصبح يصعب حدوثها اليوم.. أو على الأقلّ حاليا.. وعلى نطاق واسع.. كما كان يحدث قبل الثورة..!!
سبق وأن كتبت منذ أكثر من سنة أنّ الأحزاب التي تمسك بالسلطة لا تهتمّ أبدا بمصلحة المواطن.. ولا يهمّها تبعات بقاء البلاد منذ ما قبل الثورة بدون انتخابات بلدية.. وببلديات تديرها بالكاد نيابات خصوصيّة معيّنة أغلبها غير فاعل..
وكتبت سابقا بأنّ الانتخابات البلدية لن تجري إلا إذا ضمنت أحزاب السلطة فوزها فيها..!!
واليوم يتّجه السبسي وحزبه وحزب ابنه نداء تونس.. بمعاضدة أحزاب تشقّقات النداء.. والأحزاب الأخرى الدائرة في فلكه.. إلى تأجيل الانتخابات البلديّة التي تقرّرت ليوم 17 ديسمبر 2017.. لا لشيء إلاّ لكونها غير مستعدّة.. ولا تضمن لنفسها الفوز فيها.. وتخشى الهزيمة.. ولا قدرة لها على إدارة انتخابات ضخمة في مئات الدوائر بمختلف أنحاء الجمهوريّة..!!
فهل سيكون ذلك مؤشّرا لما سينتظرنا في الانتخابات التشريعية والرئاسية المبرمجة لسنة 2019 بدورها من تأجيل وتسويف.. طالما أنّ القوى السياسيّة التي تمسك بالحكم.. وتسمّي نفسها عبثا وزورا “مدنيّة” و”حداثيّة” و”ديمقراطيةّ”.. لم تضمن مسبقا فوزها بتلك الانتخابات..؟؟!!
وإذا ما كان الأمر يختلف عن الانتخابات البلدية باعتبار أنّ المدّة النيابية والرئاسية سينتهي مفعولها قانونا ودستورا بنهاية السنوات الخمسة.. فالحلّ قد يكون بسيناريو “الظروف الطارئة” كتعلّة وتبرير للتأجيل.. ويدخل في ذلك القوّة القاهرة والظروف الأمنيّة والإرهاب.. التي قد تحدث “فجأة” و”صدفة” قبيل موعد الانتخابات القادمة سنة 2019.. بحيث تجعل إجرائها مستحيلا في موعده.. إلاّ إذا ظهر هلال إمكانيّة فوز من هم في السلطة بتلك الانتخابات وعدم خروجهم من الحكم..
فبحيث.. هل سنرى مجدّدا وفعلا انتخابات ديمقراطية مرّة أخرى في تونس بعد انتخابات سنتي 2011 و2014..؟؟؟!!!