لم يبخل ضعاف النفوس هذه الأيام على تقديم المدد للثورة المضادة في شكل قراءات تعبر في الغالب إما :
عن أمنيات تخجل أن تخرج للعلن في صورتها الحقيقية فتتخفى في شكل استنتاجات سلبية، أو أنها تعبر عن احدى حالات العجز عن المسايرة لمواجهة أزلية ثنائية مثيرة التفاصيل بين قوى مهمتها دائما الجذب للوراء وقوى أخرى تدفع للأمام.
ميزة ضعاف النفوس أنهم يحدثونك بوثوق ظاهر أن الارتداد على مكاسب الثورة أمر تقتضيه الحاجة، وأن عودة منظومة القمع رهينة تسمية هذا الوزير أو ذاك، وأن المستبد أضحى مطلباً على امتداد الوطن دون أن يعرفوا مكونات الوطن.
ضعاف النفوس تلمس في كلامهم ذما مبطننا للتجربة الديمقراطية واستنقاصا لاهمية الحرية ومحاججة رقمية جافة سهلة لاقناع أصحاب الفهم المحدود بتراجع قيمة الدخل الفردي وإرتفاع مقدار العجز في ميزان التجاري.
لضعاف النفوس قدرة لا تخفى على الإقناع بأن الإستسلام لسلبيتهم هو الخيار الباقي وان الاسترسال في التطلع لتحقق الأمال هو قمة المثالية المعزولة عن الواقع…
قوة ضعاف النفوس رغم وهنهم، أنهم متواجدون أينما بحثت عنهم، حديثهم واحد وإن إختلفت درجاتهم، طموحهم شخصي وإن تعددت ارتباطاتهم، الوطن بالنسبة إليهم هم وليس غيرهم، القيم عندهم تفقد كل معنى إذا لم تحقق استفادتهم.
إذا استسلمنا لمنطق هؤلاء يصبح الأمل في غد أفضل مجرد وهم يتملكنا، والتصدي للظلم والفساد المستشري في كل مكان إهتمام مستتبع بكلفة نحن في غنا عنها والانتصار للقضايا العادلة مضعية للوقت لا فائدة شخصية تنتظر منها.
الطريق للاماني الجميلة واضح لا غموض فيه يبدأ بهزيمة منطق ضعاف النفوس وتجريد حجتهم الظاهرة من تماسكهما، وينتهي بامتلاك القدرة على تحويل القيم النبيلة إلى مشروع قابل للتحقق عصي على الاستسلام لهؤلاء.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.