تدوينات تونسية

النهضة… الحزب الذي لا يتعلم من أخطائه أبدا

مهدي لحبيب
المتأمل في مسار حزب حركة النهضة و منذ أول إنتخابات يخوضها سنة 1989 وصولا للانتخابات البلدية المقبلة يلاحظ تجدد نفس الأخطاء…
ففي إنتخابات 89 التشريعية والتي خاضتها النهضة بالمئات مستقلة نزلت بكل ثقلها وهي الحزب الذي لم يحصل بعد على تأشيرته القانونية بعد، مشاركة تعرف على إثرها بن علي الحجم الحقيقي للحركة وامتدادها الشعبي إضافة لكشفها عن عدد كبير من منتسبيها وأنصارها مما سهّل عملية تقويضها في ما بعد…
المناسبة الثانية كانت إنتخابات المجلس الوطني التأسيسي حيث خاضت الاستحقاق في جميع الدوائر وتحصلت على المرتبة الأولى في جلها متحصلة على 89 مقعدا اي ما يمثل 3 أضعاف الحزب الثاني تقريبا، نتائج أفزعت المنظومة القديمة والقوى الايديولوجية الاستئصالية بأذرعها المالية والاعلامية والادارية، هذا الأمر أدى إلى صعوبة في إدارة الحكم من جهة وفي انهاء مهام التأسيس..
ثم كانت إنتخابات 2014 حيث وبالرغم إعلان الحركة عن عدم نيتها تقديم مرشحا للانتخابات الرئاسية وانفتاحها النسبي على المستقلين في تقديم قوائم التشريعية فإن خطأها كان جسيما في اجتماعاتها الانتخابية بمختلف الجهات حيث كانت عبارة عن كرنفالات استعرضت فيها عضلاتها بحسن التنظيم وتقنيات التصوير والحضور الجماهيري الكبير الذي كذب ادعاءات دكاكين سبر الآراء، صورة جعلت الخصوم يتجهون للتصويت المفيد لصالح النداء، مما جعله يتقدم عليها…
نفس الأمر يتكرر الآن بمناسبة الانتخابات البلدية حيث نجحت الحركة في تشكيل قائماتها في 350 دائرة وبطريقة ديمقراطية عبر آلية الانتخاب المباشر من المنخرطين في ظرف يومين وقبل شهر من التاريخ المفترض لتقديم القائمات للهيئة، أمر أربك الجميع حيث عجز المنافسون على إعداد ولو قائمة واحدة بما في ذلك الحزب الحاكم لتتعالى أصوات الكثير من الاحزاب ومرتزقتهم من الاعلاميين منادين بضرورة تأجيل الانتخابات بدعوى أن النهضة هي الحزب الوحيد الجاهز للموعد وانها ستفوز بجل المقاعد في جميع المجالس…
كان على الحركة إعلان عدم جاهزيتها والامتناع عن الترشح في بعض الدوائر بكل ولاية وتأخير موعد إعداد قائماتها إلى ما بعد دعوة رئاسة الجمهورية الناخبين لموعد 17 ديسمبر…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock