الأربعاء 5 فبراير 2025
سامي براهم
سامي براهم

استحقاق المدنيّة

سامي براهم
ليس من السّهل الانتقال من حركة “إسلام سياسي” بكلّ محمولاتها والتباساتها العاطفيّة والأيديولوجيّة والاحتجاجيّة إلى حزب مدني عصري، رغم كلّ المؤشّرات الإيجابيّة من قبيل الدّخول إلى الحكم عبر انتخابات نزيهة وشفافة والخروج منه استجابة لضغط سياسي من قبل المعارضة وضمن حوار وطني ساهم في التداول السلمي على الحكم، ثمّ عادت إلى الحكم من جديد إثر انتخابات نزيهة وضمن توافق سياسي مهما كان تقييمنا له بالإضافة إلى المراجعات المنجزة في لوائح العاشر.
فضلا عن أنّ استحقاق المدنيّة من المطالب التي توجّه لكلّ الأحزاب العقائديّة الشموليّة في البلد مهما كانت مرجعيّتها و هويّتها.
وفي مقابل ذلك بيّنت الوقائع أنّه ليس من السّهل لمن كانوا جزء من منظومة الاستبداد والفساد القديمة التي قامت عليها الثّورة الانتقال فكرا وممارسة إلى المنظومة المدنيّة الديمقراطيّة وقد ترسّخت فيهم ثقافة العنجهيّة والتحايل على القانون واستغلال النفوذ والزبونيّة والغنائميّة والنّفعيّة.
بل كيف لمن دعا إلى حلّ أوّل مؤسّسة شرعيّة بعد الثورة أن يكون مؤهّلا للشّهادة على الفاعلين السياسيين وإسداء “صكوك الغفران المدني” ؟!
الجميع مطالبون بإنجاز مراجعاتهم وتأكيد صدق تبنيهم نظريّا وعمليّا للسياسة المدنيّة ضمن المقاربة التي أقرّها دستور البلد.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

سامي براهم

من زوّر إرادة التونسيين؟

سامي براهم  مشهد من أمام أحد مراكز الاقتراع في حيّ شعبي ربّما يجيب عن هذا …

سامي براهم

المقدّس العلماني

سامي براهم  العلماني الذي يستنكر تقبيل الحجر الأسود أو غير ذلك من شعائر الحجّ ويعتبرها …

اترك رد