لم يبق من عمرو خالد إلا ظل منحرف !
أحمد القاري
حين اشتهر عمرو خالد تابعت محاضراته وأقواله وموقعه على الانترنت واكتشفت… أني أعجبت به كثيرا، وبمنهجه في مخاطبة العموم وتحبيب التدين إليهم. وزاده في عيني حينها كون الأوقاف المصرية ضيقت عليه ومنعته من الخطابة.
حملت كثيرا من محاضرات عمرو خالد واستمعت إليها وخاصة خلال أشهر رمضان ونصحت الأصدقاء والمعارف بمتابعته واعتقدت أنه سيكون له شأن في إخراج الأمة من سباتها المزمن.
بعد الثورات العربية لاحظت أن عمرو خالد مثل كثير من المشاهير أصابته صدمة اكتشاف أنه ليس قائد الشارع ولا محركه. وأنه مع كل ما معه من شعبية فقد ظل في الهامش حين انخرط في العمل السياسي. وقد سار عمرو مع الموجة وشجع الثورة السورية وسجل لها عدة فيديوهات. لكن الأضواء التي كانت مركزة عليه تشتتت لكثرة الأخبار والأحداث وانشغال القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي بالأحداث المتلاحقة.
أثناء ذلك يبدو أن يد الإمارات والعسكر في مصر عملت عملها. وانحاز عمرو إلى أصحاب السلطة والمال ضد اختيار الشعب ومصالحه. وهو منحدر لا قعر له. فمن يبرر لقليل من الاستبداد والظلم بسبب الطمع والخوف يبرر في النهاية لكل الظلم والاستبداد.
ولحسن الحظ ظهرت تسريبات عمرو وهو يبرر للعسكر المصري قتل المحتجين والمتظاهرين ويصور لهم ذلك على أنه موافق للشرع ومن صميم الدين.
ولاحقا بدا عمرو خالد مذعورا وخائفا من أي شبهة تمس ولاءه لعسكر مصر ولأولياء نعمته الإماراتيين. ولأن الزمن غير الزمن والكامرات متوفرة لدى كل الناس فقد تصيد الجمهور للداعية السابق لقطات وتصريحات تزيد من فضيحة مواقفه الخائنة.
وتحول الأمر بالتدريج إلى سخرية عميقة ساهم فيها عمرو خالد بردود غير موفقة وبطريقة تعبير تحاول التغطية على فساد مواقفه بالمبالغة في إظهار حرارة مشاعره وقوة إيمانه بما يقوله.
لكن هيهات! فالذكاء الشعبي الجماعي يشتغل وقوته تجاوزت حيل دعاية الإعلام الحكومي بأضعاف مضاعفة.
وهكذا لم يبق من الداعية المفوه عمرو خالد إلا ظل منحرف!