نقاش 6 ونص على 20 – مجال 4..7
الحبيب بوعجيلة
عندي صديقي جاءته العلمانية والحداثة على كبر.. كان صديقي موظف دولة من المحترمين يؤدي واجبه في الدفاع على “خيارات بن علي” الاجتماعية والسياسية فيوزع الاعانات باسم الشعبة المهنية والترابية في المناسبات الدينية ويعبئ الناس في الانتخابات والاجتماعات. في خيارات 7 نوفمبر الثقافية كان صديقي “مسلم دولة” يلبس الجبة صباح العيد ليصلي ثم يلبسها في اليوم الثاني لمعايدة الوالي.
الارباك الانطولوجي والاكسيولوجي والغنوصيولوجي الذي أصاب صديقي بعد الثورة هو تصوره أن مقاومة الدعوشة وهيمنة الاسلام السياسي على سردية الثورات يقتضي علمنة وحداثة شاملة غضبانة. وباعتبار ان صديقي في صغره لم يكن يطالع فقد أصبحت علمانيته وحداثته “الطارئة” سطحية رثة فانطلق يلعن دين امو ودين بوه ودين هذه الأمة المسكينة وثقافتها وتاريخها بكلام فيه السمين لكن كثيره غث نتيجة “نقص المعلومات” رغم حسن “نية التحليل”.
توهم صديقي مثلا أن سلوى الشرفي هي المرجع الروحي والمعرفي للحداثيين والتقدميين جعله يكتفي بمطالعتها والكلام مثلها فأصبح نصه الحداثي العلماني نصا بائسا شبيها بمقال تلميذ باكالوريا في الفلسفة والعربية من جماعة مجال من 4 الى 7 وهو مجال المعلومات السطحية والمنهج المضروب واللغة السقيمة.
رغم ذلك تبدو علمانية وحداثة المسلم البورقيبونوفمبري صديقي محققة لأسبقية معقولة في النقاش على جداره باعتبار أن مجادليه هم هذا الكائن “الهووي” الجديد الذي ظهر كالحلزون بعد مطر 14 وهو كائن يجمع بشكل غرائبي بين الثورة على قديم استبدادي تتم مواجهته بالديمقراطية الحداثية وبين اسلامية وجدي غنيم على اخوانية سيد قطب على بن باز والجولاني وقناتي “اقرأ” و”الناس” والقرضاوي بحيث ان صديقي شايخ في “نقاش وطني” عميق بين سلوى ورياض الصالحين…
هبط المعياري يا خال 🙂 🙂