كلمات إلى بريجيت باردو تونس التي لن تقتل خروفا !
أحمد الرحموني
رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء
“لن اقتل خروفا فقط من اجل اتباع تقليد بربري !”
“Je ne tue pas un mouton juste pour sacrifier à une tradition barbare”
هكذا وردت -وبلغة فرنسية ركيكة- تدوينة قصيرة للسيدة سلوى الشرفي بن يوسف. وانا مع احترامي لشخصها (وان كنت لا اعرف بالضبط بماذا تهتم !) اريد ان اتجنب -قدر ما استطيع- التعرض لاعتقادها او النبش في ضميرها او الاعتراض على حرية تعبيرها او حقها الكامل في نقد الاديان والتقاليد !
لكن على خلاف من قدمها كيسارية (متطرفة او استئصالية) او مثقفة تقدمية او تجاوز في ذلك الى حد تكفيرها…الخ فاني اعتبر ان حقها في اطلاق مثل هذه التعبيرات لا يجد له مبررا حتى في دائرة تفكيرها واعتقادها او ما يسمح به الدستور في دولة مدنية ديمقراطية تهدف كذلك الى حماية حقوق الغير (الفصل 49).
وحتى لا انسى في هذا المقام الممثلة الفرنسية والناشطة في مجال حقوق الحيوان بريجيت باردو (83 سنة)، يبدو ان مسالة “التقليد البربري” -الذي اشارت اليه في رسالة علنية مشهورة بتاريخ 15 اكتوبر 2013 ضد اكبر الاعياد الاسلامية- قد تسربت (ربما دون ان تشعر!) الى تدوينة صديقتنا سلوى الشرفي.
فمثلما قالت المثقفة التونسية اكدت الناشطة الفرنسية -القريبة سياسيا من اقصى اليمين- انها تتهم الحكومات الفرنسية المتعاقبة بالزام الفرنسيين حتى يخضعوا الى “طقوس التضحية الكريهة للعيد الكبير” immonde sacrifice rituel musulman de l’Aïd el-Kebir و “الامتثال -بكل جبن !- الى تقليد ديني مستورد الى ارضنا… ممن يريدون ان يفرضوا علينا عاداتهم البربرية والدموية والمثيرة للاشمئزاز !qui nous imposent leurs coutumes barbares, sanglantes et écoeurantes”.
ومهما كان، يظهر ان مهمة بريجيت باردو – تونس (التي نشهد ولادتها هذا العام!) ستكون اكثر صعوبة في بلاد اغلبها من المسلمين يتوارثون عادة غير مستوردة منذ 15 قرنا ويذبحون كل عام اكثر من 1.200.000 راس من الغنم !.