مهمات الثورة أعمق بكثير مما ترجوه النخب
الأمين البوعزيزي
كثيرا ما اعتبر بعضهم أن إثارة قضايا الهوية والشريعة والعلمانية قضايا نخبوية ثانوية تم فرضها للتشويش على شعارات “شغل حرية كرامة وطنية” التي رفعت أثناء الانتفاض المواطني الإجتماعي عام 17 ديسمبر.
لا أتفق مطلقا مع هذا التحليل الذي يصدر عن عقل نقابي مطلبي ذي خلفية أيديولوجية تختزل الصراع في تونس والوطن العربي في معارك طبقية وسياسية.
مسارات ما حدث منذ 17 ديسمبر يكشف أن مهمات الثورة أعمق بكثير مما ترجوه النخب التي تم تفقيصها في النقابات ذات المهمة التفاوضية مع السيستام.
ما يجري هو #إنفجار_تاريخي عميق يهز كل “ستراتيجرافيا” (طبقات couches) الذهنيات والثقافة والعقائد… يفتح كل الملفات المؤجلة…
إنها #ثورة_زمن_المواطنين في مواجهة كثافة تاريخ أزمنة الرعايا…
ما يجري دمويٌّ موجعٌ لكنه مهرٌ في حجم المهمات المطروحة: التحرر من الهيمنة المزدوجة:
• الماضي الذي يفرض نفسه على غير زمانه.
• والعلمانية المكلفة بأدوار الغزو والتبشير.
إنها ثورة استرداد الوجود شرطا للتطور والمحايثة والسيادة على نحت المصير.
طوبى للصابرين… طوبى للمقاومين…
“اللي يزرع النخلة ما ياكلش ثمرتها”… كذا #الثورات…